الجار و الديك

يحكى أن رجلاً أجمع الناس على تقديره واحترامه، وكان صاحب كلمة مسموعة من الجميع، وكان لديه عادة يومية هي أن ينام الظهر حتى يستطيع ان يكمل يومه بنشاط ويقضي حوائج الناس. ولكن في كثير من الأحيان كان لا يستطيع النوم بسبب ديك الجيران ، حيث كان يصعد الجدار الفاصل بين منزله ومنزل الجيران في فترة نومه، ثم يبدأ بالصياح بأعلى صوته حتى يستيقظ الرجل .
غضب الرجل كثيرا، وبدأ يبحث عن حل ينهي معاناته مع الديك اللئيم، وفي صباح اليوم التالي ذهب الى منزل صاحب الديك، فاستقبله بحرارة، واعتبر زيارة الجار شرفا كبيرا. قال الرجل: أرغب أن أتغدى عندك ظهر اليوم. فقال الجار: هذا شرف كبير لي. فقال له: بشرط أن لا تكلف نفسك ولا ان تدعو أحدا، أنا أشتهي أن اكل هذا الديك.
 فوافق الجار .
بالفعل، غادر الرجل ثم عاد على موعد الغداء، وحين قدم له الديك مطبوخاً ، انتقم منه الرجل وبدأ برقبته الى ان فصفص كامل عظام الديك، وبعدها شكر  جاره على كرم الضيافة وغادر وهو سعيد جدا بأن معاناته انتهت مع هذا الديك. حين وصل منزله وضع رأسه فورا على المخدة واستعد للنوم دون ازعاج الديك اللعين، وما هي الا دقائق معدودة حتى بدأ يسمع أصواتا غريبة ومختلفة وبنبرة أعلى. قام مسرعاً ليرى مصدر الأصوات، وحين أطل من النافذة رأى عشرة ديكة تقف على الجدار وهي تصيح في وقت واحد . صعق الرجل وذهب مسرعاً لجاره وسأله عن الديوك وكيف قام بشرائها بهذه السرعة وكيف صعدت مباشرة على الحائط؟! وابدى سخطه وغضبه خصوصاً أنه كان يعاني أشد المعاناة مع ديك واحد فكيف سيصبح الحال مع عشرة .
 ضحك الجار وقال: صدقني أنا لم أقم بشراء أي ديك، وهم عندي منذ زمن، ولكن الديك الذي أكلناه اليوم لم يكن يسمح لأي ديك آخر بأن يتسلق الجدار طالما هو موجود .


الحكمة من القصة :
عندما تريد أن تعفي شخصاً فاسداً من منصبه ، تأكد أولاً  بأنه لن يظهر مكانه عشرة فاسدين كانوا ينتظرون هذه الفرصة .

و ما اكثرهم

من الواقع اكيد