عادات الحلبية في شهر رمضان ايام زمان
14/4/2021, 9:55 pm
* عادات الحلبية في شهر رمضان قبل ما يقارب مائة سنة.
العالم المؤرخ الأديب الشاعر الشيخ كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الشهير بالغزي ، المولود (1853م ) المتوفى (1933م) في كتابه (نهر الذهب في تاريخ حلب (1/ 211)، وتحت عنوان :
(عادات الحلبيين المسلمين في الأشهر القمرية)
" ثم متى أطلقت مدافع إثبات رمضان ابتدر الناس الجوامع لصلاة التراويح، فإذا أتموها خرج بعضهم إلى بيوت القهاوي لسماع المطربين والتفرج على المشعوذين أو اللاعبين مع بعضهم بالصراع، ومن الناس من يخرج من المسجد إلى بيته ويشتغل بتلاوة القرآن إلى السحر، ومنهم من ينام إلى الوقت المذكور.
وعلى كل حال:
فمتى أطلق المدفع الأول وذلك قبل الفجر بنحو ساعة ونصف هب الناس من منامهم أو رجعوا إلى بيوتهم، وتناولوا شيئاً من الطعام والقهوة والدخان فإذا أطلق المدفع الثاني وذلك قبل الفجر بنحو ثلثي ساعة تركوا الطعام والشراب وابتدروا الطهارة والوضوء وتوجهوا إلى المساجد، فيتلون بها (الوِرْدَ البَكْري) وبعض تسابيح وتهاليل، أو يسمعون فيها تلاوة القرآن من قبل أحد الحفاظ الموظفين، ثم صلوا الصبح ورجعوا إلى بيوتهم. ومنهم من ينتظر طلوع الشمس ويصلي صلاة الضحى ويرجع إلى بيته فينام.
فإذا كان قرب الظهر هبوا من مضاجعهم وتهيئوا لصلاة الظهر فإذا صلّوها أخذ كل رجل يهيّئ طعام بيته للمساء ثم جلس في حانوته إلى وقت العصر، ومنهم من (يستغني عن الاسترزاق) في هذا الشهر فيلازم المسجد في أكثر نهاره.
وفي كل ليلة من العشر الأخير منه سحرا يصعد إلى أكثر منارات المساجد زمرة من المؤذنين ويتغنون بالزجلات المشتملة على وداع رمضان والتأسف عليه وربما أخرجوا معهم طبيلات يضربون بها على الإيقاع.
وفي سحر الليلة السابعة والعشرين يجتمع جم غفير من الناس في الجامع الكبير لسماع القرآن وإنشاد المدائح من بعض ذوي الأصوات الحسنة ودعاء مؤثر يتلوه أحد الموظفين في الجامع وليتفرجوا على الجامع لأنه يوقد فيه بتلك الليلة عدد وافر من الشموع والمصابيح فإذا صلوا الصبح عادوا إلى بيوتهم كجري عادتهم. وهكذا يستمرون إلى ليلة العيد.
ويعتكف بعض أفراد من المتعبدين في المساجد والجوامع (فتقل المعاصي في خلال الأشهر الثلاثة ولا سيما في رمضان) وقبله بأيام قلائل.
ومما جرت به العادة في رمضان أن يخرج في كل ليلة منه قبل المدفع الأول بنحو ساعتين رجل طبال يدور في المحلة المختصة به ويقف عند كل باب ويضرب بطبلته وينشد شيئا من المديح ثم يحيي كل واحد من رجال أهل البيت ويذكر اسمه وينصرف.
ومن العادات في هذا الشهر أيضا تلاوة القرآن واستئجار الحفظة للتلاوة في الجوامع نهاراً وفي البيوت ليلاً.
ومما اعتادوه في هذا الشهر كثرة ترددهم على الجامع الكبير في النهار ولا سيما بعد العصر لكن كثير من الناس من يجعل مجيئه إليه في مقام النزهة وإضاعة الوقت.
هذه أكثر العادات المستعملة في رمضان".
ثم ذكر في كتابه في موضعٍ آخر(نهر الذهب فى تاريخ حلب2/ 37) ما يلي:
"وكان يوجد في القلعة (عدة مدافع) تستعمل في الأعياد والاحتفالات السلطانية يطلق منها واحد وعشرون مدفعا في (إثبات شهر رمضان) و(العيدين) وفي (ظهر اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول) ، ويطلق فيها أكثر من ذلك أو أقل في استقبال كبار الموظفين والحفلات الرسمية.
وفي سنة 1307هـ قام أهل المحلات التي تجاور القلعة والتمسوا من الحكومة إبطال إطلاق المدافع عنها؛ لأنها وهنت أبنيتهم برجيجها، فأجابتهم الحكومة إلى ذلك ، وصارت تطلق المدافع في رباط الشيخ براق.
لكن ما زال يوجد في القلعة عدة مدافع قديمة، ومقدار عظيم من الكرات والبارود وأسلحة الدول الماضية، وأحيانا تطلق منها (مدافع رمضان) وغيرها. وما زالت الحالة على ذلك حتى الآن".
وقال الشيخ الغزي أيضاً في موضع ثالث (نهر الذهب فى تاريخ حلب (3/ 246) من كتابه:
"وفي سنة 1220هـ ولي حلب: علاء الدين باشا وهو الذي أحدث مدافع رمضان والعيدين".
#رمضان_في_تاريخ_مدينة_حلب
إعداد وجمع واختيار:
الباحث محمد عبدالله سالم
1 رمضان 1442هـ
العالم المؤرخ الأديب الشاعر الشيخ كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الشهير بالغزي ، المولود (1853م ) المتوفى (1933م) في كتابه (نهر الذهب في تاريخ حلب (1/ 211)، وتحت عنوان :
(عادات الحلبيين المسلمين في الأشهر القمرية)
" ثم متى أطلقت مدافع إثبات رمضان ابتدر الناس الجوامع لصلاة التراويح، فإذا أتموها خرج بعضهم إلى بيوت القهاوي لسماع المطربين والتفرج على المشعوذين أو اللاعبين مع بعضهم بالصراع، ومن الناس من يخرج من المسجد إلى بيته ويشتغل بتلاوة القرآن إلى السحر، ومنهم من ينام إلى الوقت المذكور.
وعلى كل حال:
فمتى أطلق المدفع الأول وذلك قبل الفجر بنحو ساعة ونصف هب الناس من منامهم أو رجعوا إلى بيوتهم، وتناولوا شيئاً من الطعام والقهوة والدخان فإذا أطلق المدفع الثاني وذلك قبل الفجر بنحو ثلثي ساعة تركوا الطعام والشراب وابتدروا الطهارة والوضوء وتوجهوا إلى المساجد، فيتلون بها (الوِرْدَ البَكْري) وبعض تسابيح وتهاليل، أو يسمعون فيها تلاوة القرآن من قبل أحد الحفاظ الموظفين، ثم صلوا الصبح ورجعوا إلى بيوتهم. ومنهم من ينتظر طلوع الشمس ويصلي صلاة الضحى ويرجع إلى بيته فينام.
فإذا كان قرب الظهر هبوا من مضاجعهم وتهيئوا لصلاة الظهر فإذا صلّوها أخذ كل رجل يهيّئ طعام بيته للمساء ثم جلس في حانوته إلى وقت العصر، ومنهم من (يستغني عن الاسترزاق) في هذا الشهر فيلازم المسجد في أكثر نهاره.
وفي كل ليلة من العشر الأخير منه سحرا يصعد إلى أكثر منارات المساجد زمرة من المؤذنين ويتغنون بالزجلات المشتملة على وداع رمضان والتأسف عليه وربما أخرجوا معهم طبيلات يضربون بها على الإيقاع.
وفي سحر الليلة السابعة والعشرين يجتمع جم غفير من الناس في الجامع الكبير لسماع القرآن وإنشاد المدائح من بعض ذوي الأصوات الحسنة ودعاء مؤثر يتلوه أحد الموظفين في الجامع وليتفرجوا على الجامع لأنه يوقد فيه بتلك الليلة عدد وافر من الشموع والمصابيح فإذا صلوا الصبح عادوا إلى بيوتهم كجري عادتهم. وهكذا يستمرون إلى ليلة العيد.
ويعتكف بعض أفراد من المتعبدين في المساجد والجوامع (فتقل المعاصي في خلال الأشهر الثلاثة ولا سيما في رمضان) وقبله بأيام قلائل.
ومما جرت به العادة في رمضان أن يخرج في كل ليلة منه قبل المدفع الأول بنحو ساعتين رجل طبال يدور في المحلة المختصة به ويقف عند كل باب ويضرب بطبلته وينشد شيئا من المديح ثم يحيي كل واحد من رجال أهل البيت ويذكر اسمه وينصرف.
ومن العادات في هذا الشهر أيضا تلاوة القرآن واستئجار الحفظة للتلاوة في الجوامع نهاراً وفي البيوت ليلاً.
ومما اعتادوه في هذا الشهر كثرة ترددهم على الجامع الكبير في النهار ولا سيما بعد العصر لكن كثير من الناس من يجعل مجيئه إليه في مقام النزهة وإضاعة الوقت.
هذه أكثر العادات المستعملة في رمضان".
ثم ذكر في كتابه في موضعٍ آخر(نهر الذهب فى تاريخ حلب2/ 37) ما يلي:
"وكان يوجد في القلعة (عدة مدافع) تستعمل في الأعياد والاحتفالات السلطانية يطلق منها واحد وعشرون مدفعا في (إثبات شهر رمضان) و(العيدين) وفي (ظهر اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول) ، ويطلق فيها أكثر من ذلك أو أقل في استقبال كبار الموظفين والحفلات الرسمية.
وفي سنة 1307هـ قام أهل المحلات التي تجاور القلعة والتمسوا من الحكومة إبطال إطلاق المدافع عنها؛ لأنها وهنت أبنيتهم برجيجها، فأجابتهم الحكومة إلى ذلك ، وصارت تطلق المدافع في رباط الشيخ براق.
لكن ما زال يوجد في القلعة عدة مدافع قديمة، ومقدار عظيم من الكرات والبارود وأسلحة الدول الماضية، وأحيانا تطلق منها (مدافع رمضان) وغيرها. وما زالت الحالة على ذلك حتى الآن".
وقال الشيخ الغزي أيضاً في موضع ثالث (نهر الذهب فى تاريخ حلب (3/ 246) من كتابه:
"وفي سنة 1220هـ ولي حلب: علاء الدين باشا وهو الذي أحدث مدافع رمضان والعيدين".
#رمضان_في_تاريخ_مدينة_حلب
إعداد وجمع واختيار:
الباحث محمد عبدالله سالم
1 رمضان 1442هـ
.
السعيد لا يملك كل شيء ، ولكنه يسعد بكل شيء يملكه.
http://mo7it.byethost11.com/
- Loloعضو نشيط
- رقم العضوية : 22
عدد المساهمات : 456
تاريــخ التســـجيل : 21/12/2016
البلد : Aleppo
التقييم و الاعجاب : 1
رد: عادات الحلبية في شهر رمضان ايام زمان
20/4/2021, 5:46 am
فقدنا هذه الأشياء الجميلة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى