يوري غغارين رائد الفضاء الروسي

(( حين صعدت إلى الفضاء أخذتني روعة الكون فمضيت أبحث عن الله )) ... يوري غغارين.
من قرية صغيرة وأسرة فقيرة تعيش بالقرب من غزاتسك غرب موسكو ... لأب نجّار وأم مولعة بالقراءة... وبين أربعة أخوة فقد اثنان منهم في الحرب الوطنية العظمى ضد النازية. نشأ النجم الأحمر يوري غغارين الذي تأثر كثيراً بالتحاق أستاذه في مادة الرياضيات بالقوات الجوية للجيش الأحمر...
عمله في مصنع للحديد الصب قاده إلى فرصة الاشتراك ببرنامج تدريب بمعهد التكنولوجيا في مدينة سرتوف ... تعلم هناك فنون الطيران وأبدى مهارة منقطعة النظير في قيادة الطائرات وبالأخص الطائرة MiG-15
إلى أن تم تعيينه في قاعدة جوية بالقرب من الحدود النرويجية ... في العام 1957 أثناء تأديته الخدمة في الكلية الحربية تزوج من فالنتينا غوريشيفا.
في العام 1960, بدأ العلماء السوفييت على مشروع غزو الفضاء الذي سمي بمشروع الفضاء السوفيتي , وقد خاض العلماء السوفييت تجارب دقيقة وعمليات بحث مطولة جداً من أجل العثور على الأشخاص المناسبين
لتدريبهم وتجهيزهم للمهمة المرتقبة التي ستقلب موازين الصراع مع الولايات المتحدة وستدفع بالاتحاد السوفيتي إلى تبوأ ساحة الصراع في العالم ...
لقد كان النجاح في مشروع الفضاء السوفيتي يعني أن الولايات المتحدة خسرت الخطوات الأولى في مقارعة النفوذ السوفيتي في العالم ... وقع الاختيار على 20 شخصاً وكان من بينهم يوري.
أخضع العشرين لشتى أنواع الاختبارات الجسدية والنفسية القاسية لضمان نجاح المهمة، كان على القائمين في البرنامج السوفيتي أن يختاروا أحد الاسمين يوري جاجارين أو جيرمان تيتوف ليكون أول شخص يرسل للفضاء ووقع الاختيار على قصير القامة يوري جاجارين لكونه الأكثر تميزاً أثناء التدريبات والاختيارات بالإضافة لتمتعه بشخصية لطيفة وبسيطة.
في العام 1961 أصبح كل شيء جاهزاً, انطلقت المركبة فوستوك-1 التي تحمل يوري غغارين ليصبح أول إنسان يرى الأرض من الفضاء الخارجي.
دهش العالم حينها ... لقد عاد يوري إلى الأرض سالماً .. وأعلنه نيكيتا خروتشوف بطلاً قومياً للاتحاد السوفيتي.... وكان نجاح غغارين الدافع الرئيسي وراء تطوير أنظمة الصواريخ البالستية السوفيتية التي شكلت لليوم التهديد الأكبر لأنظمة الدفاع المضاد للصواريخ لحلف الناتو.
توفي يوري في العام 1968 على متن طائرته الميغ-15 التي لطالما تدرب عليها... وخلد اسم يوري في الاتحاد السوفيتي ... وسميت قريته الصغيرة باسمه تخليداً لإنجازاته التي ساهمت في إعادة بناء القوة العظمى للجيش الأحمر.