اصغر محكوم عليه بالاعدام بامريكا

#تاريخ
قضية أصغر محكوم عليه بالإعدام في تاريخ الولايات المتحدة .. القضية التي أصبحت رمزاً لجمعيات إلغاء عقوبة الإعدام
.
بعد مرور أكثر من ستين عاماً على هذه القضية؛ لا يزال الغموض والجدل يحيط بها من كل جانب، حيث بدت المحاكمة وجيزة، وحيث قد حدث كل شيء في بساطة مقلقة ..
في 23 مارس عام 1944م، تم العثور على جثتين لفتاتين من البيض هما (بيتي يونيو – 11 عاماً) و (مريم إيما إلتايمز – 8 أعوام) في مقاطعة كلاندون – ساوث كارولينا بالولايات المتحدة ... وكان من عثر عليهما هو (جورج ستيني) صبي أسود ذو 14 عاماً ...
كانت الفتاتان مفقودتان لمدة 24 ساعة، وعندما تم العثور عليهما كانتا قد تعرضتا للضرب حتى الموت، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه القضية: ما الذي يربط هذا الصبي بتلك الجريمة؟!!
الجواب هو: لا شيء
كل ما هنالك هي شهادته الخاصة التي أودت به أدراج الموت، بل إن الملفت للنظر هو أنه هو من ذهب لإخبار فريق التحقيق عن الفتاتين قائلاً : " لقد رأيت فتاتين ملقاتين على الأرض، وكانت واحدة منهما لا تزال على قيد الحياة " ثم توقف برهة واستأنف الحديث قائلاً بأن تلك الفتاتين كانتا قد مرت به وكانتا تستقلان الدراجات فسألتهم أين يمكنني العثور على بضع أنواع من الزهور ..
وبعد اكتشاف الجثث تم إلقاء القبض على الصغير جورج بتهمة القتل من الدرجة الأولى وكان الصبي هو المشتبه به الوحيد، ولم يتم استدعاء أية شهود آخرين للإدلاء بشهادتهم، وبعد عشرة دقائق فقط من المداولات بين لجنة التحكيم؛ والتي كانت تتألف جميعها من البِيض، حُكِم عليه بالموت بواسطة الكرسي الكهربائي، هكذا بمنتهى السهولة .. فقط لأنه أسود البشرة !!
الحكم المجحف بحق جورج أثار احتجاجاً كبيراً من الكثير من النقابات الدينية ومنظمة NAACP التي كانت تدافع عن الحقوق ا لمدنية للمواطنين السود ..
ومضت ثلاثة أشهر على الجريمة لم تظهر خلالها أية أدلة جديدة في القضية، وفي صباح يوم 16 يونيو عام 1944م في سجن كولومبيا مشى الصبي إلى غرفة الإعدام وهو يحمل نسخة من الكتاب المقدس في يده، وكانت الوسيلة السائدة للإعدام آنذاك هي الكرسي الكهربائي .. الملفت للنظر أن منفذي حكم الإعدام وجدوا صعوبة في ربط الصبي إلى كرسي الإعدام بسبب صغر حجمه، وكانت نظراته تلوي القلب من شدة الألم !!
بعد أربعة دقائق من الألم القاسي تم إعلان موت جورج ستيني ..
كانت قضيته على مدى نصف قرن مثيرة للجدل حتى عام 2005م؛ حين قام ثلاثة محامين بالبحث في قضيته مجدداً، وبعد بحث مستفيض أعلنوا براءة الصبي المطلقة !!
لكن سجله الجنائي لم يُفتَح من قبل القضاء الأمريكي مرة أخرى، وقد أصبح جورج ستيني رمزاً لجمعيات إلغاء عقوبة الإعدام ..

و يدعون انهم بلد الحريات
بل انهم حكومات القتل و الاستغلال
و استغلال الشعوب