النقود السورية الذهبية و الورقية و قيمتها

النقود السورية
أ‌- في العهد العثماني:

كانت الليرة المجيدية الذهب(رشادية وحميدية) تساوي 100 قرش ذهبي والإنكليزية الذهبية (جورج وإدوارد) تساوي (110 قروش) والفرنسية والروسية تساوي (87 قرشاً) وكانت الليرة الثمانية التجارية أرخص من الليرة الرشادية ، اما الليرة الذهبية الغازية فقد أصبحت لزينة النسائية ، وقد سمحت السلطنة العثمانية للإدارة المصرية بسك (المصرية) من الفضة التي تساوي 10 فلوس من النحاس، ومنها أطلق العوام على النقود اسم المصريات. وكان وزنها 7.166 غراما من الذهب عيار 0.9165

أما المجيدي الفضي الذي سكه السلطان عبدالمجيد عام 1844 فكان يساوي خمس الليرة الذهبية تقريبا او 19 قرشاً والنصف مجيدي الفضي يساوي 9.5 قرشاً وربع المجيدي الفضي 4.75 قرشاً والبرغود الكبير الفضي ( ابو المية ) يساوي 2.5 قرشاً او مائة بارة والبرغود الصغير الفضي (الخمسين ) يساوي 4 متاليك او 50 بارة .
أما البشلك فهو خليط من فضة ونحاس ويساوي 5 قروش وكان القرش الصاغ يساوي 40 بارة اما القرش السوقي فيساوي 10 بارات . والمتليك من النكل ويساوي 5 نحاسات .

ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى تخلت السلطنة قاعدة الذهب ومنعت إخراجه وقامت بأخذه من أصحابه ضد إيصال ليعاد بعد نهاية الحرب، وذلك بسبب زيادة تكاليف الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية ونتيجة انخفاض احتياط الذهب والفضة لم تعد السلطنة قادرة على ضرب النقود لذلك قامت بإصدار العملة الورقية العثمانية المغطاة بالذهب، وكانت وحيدة الوجه والخلفية بيضاء وفي 18/5/1917 نفى جمال باشا إلى أضنة عشرين عائلة حلبية اتهمها بعدم القبول بالتعامل بالعملة الورقية.
الا أن الجنرال البريطاني اللنبي بعد احتلاله سورية عام 1918 الغى القانون العثماني المتعلق بتداول العملة الورقية واحلّ محلها الجنيه المصري وبعدئذ اعلن الأمير فيصل بأن الوفاء يجب أن يتم على أساس "الذهب بالذهب والفضة بالفضة" وقد اعتمدت الحكومة العربية الجنيه المصري وسمحت بتداول النقود الذهبية الأجنبية والنقود المعدنية العثمانية ومنعت تداول النقود الورقية العثمانية

بتاريخ 12/4/1920 صدر قانون ايجاد نقد ذهبي وحدنه الدينار السوري المساوي لمائة قرش وزنته 6.45161 غراما من الذهب عيار 0.900 اما الريال السوري فيحتوي على 25 غراما من الفضة عيار 0.800 ويعادل ربع دينار ذهبي سوري ، اما اجزاء القرش فتضرب من معدن النيكل .

رغم قرار حلول العملة الجديدة محل الجنيه المصري والليرات العثمانية وأجزائها، فإنه لم يتم التداول بالعملة الجديدة نتيجة احتلال فرنسا لسورية ، وفرضها لسياستها النقدية على البلاد.

ب‌- في عهد الانتداب الفرنسي:

عندما احتلت فرنسة سورية ودخلت جيوش الجنرال غورو دمشق عام 1920 كانت البلاد تتعامل بالنقود الذهبية والفضية ويقدر الاقتصاديون موجودات البلاد آنذاك بمبلغ (40 ) مليون ليرة ذهبية.

وقد فرضت فرنسة على سورية ضمن شروط الانتداب قبول التعامل بالعملة الورقية السورية المرتبطة بالفرنك الفرنسي والمضمونة من قبل فرنسة، والتي يصدرها بنك سورية الذي منح صلاحية إصدار العملة السورية واللبنانية. على أساس الليرة المقسمة إلى 100 قرش والمساوية ل 20 فرنكا فرنسيا ، في الوقت الذي كانت فيه الليرة العثمانية الذهبية تساوي 2.50 ليرة سورية، فأصبحت في عام 1928 تساوي 5.5 ليرة سورية وبعدها تتابعت قرارات المفوض السامي لتثبيت التعامل بالليرة الورقية وإبطال العقود الجارية بالليرات الذهبية.

وبموجب الاتفاقية المعقودة بين فرنسا والحكومات المحلية في سورية ولبنان بتاريخ 23/1/1924 اعترفت الحكومات المحلية ( سورية ولبنان وجبل الدروز وجبل العلويين) بالعملة التي اصدرها بنك سورية ، الذي اصبح بعدئذ ينك سورية ولبنان والذي منح حق إصدار العملة لمدة 15 سنة .وقد أصدر المصرف المذكور عملة ورقية بما مجموعه 25 مليون ليرة ونقود فضية مجموعها 1.5 مليون ليرة ونقود معدنية صغيرة ( 5 و 2 و 1 و ونصف قرش ) بما مجموعه 406 الف ليرة.

في عام 1935 منع تداول العملة الذهبية و الفضية العثمانية وابطال العقود المحررة بالذهب .

في عام 1936 ألغت فرنسة تثبيت الفرنك الفرنسي على الأساس الذهبي، فتدهورت الليرة السورية، وارتفعت الأسعار فلم يعد هناك من ضمانة ذهبية للنقد السوري الذي أصدرته فرنسة بواسطة بنك سورية ولبنان.

وفي عام 1939 مددت حكومة المديرين في سورية صلاحية الإصدار لسنة واحدة ولما اندلعت الحرب العالمية الثانية ، أعلن المفوض السامي الجنرال كاترو بتاريخ 8/6/1941 انهاء ارتباط النقد السوري بالنقد الفرنسي و دخوله كتلة الاسترليني بمعدل 8.83 ليرة سورية للجنية الاسترليني فأصبحت الليرة السورية تساوي الليرة السورية 23 فرنكا بعد أن كانت تساوي 20 فرنكا.


وبتاريخ 25/1/1944 وجه الجنرال كاترو إلى الحكومة السورية كتاباً أنهى بموجبه ارتباط العملة السورية بالعملة الفرنسية وتحقق الاستقلال النقدي فربطت الليرة السورية بالجنيه الإسترليني بمعدل 8.62 ليرة سورية لكل جنيه أي أصبحت الليرة السورية تساوي 23 فرنكاً فرنسياً.

ج- أسعار الليرة الذهبية:

في عام 1922 كانت 1.31 ليرة سورية ورقية تساوي ليرة عثمانية ذهبية ثم أصبحت 5.50 ليرة سورية عام 1932 و14 ليرة سورية عام 1936، وخلال الحرب العالمية الثانية أصبحت 65 ليرة سورية، ثم عادت فتدنت بعد انتهاء الحرب إلى 38 ليرة سورية.

وبعد الاستقلال سكّت سورية ليرات ذهبية سورية بوزن 6.5 غراماً وعيار 21.6/24 وفي عام 1950 بلغ سعر الليرة الذهبية 29.50 ليرة سورية ورقية. وفي عام 1948 حددت الحكومة السورية الليرة على أن تعادل 405.512 مليغرام من الذهب الصافي أي أن 2.19 ليرة سورية تساوي دولارا أميركيا واحدا و 8.83 ليرة تعادل جنيها استرلينيا و أصبحت الليرة السورية تساوي 97.83 فرنكا فرنسيا .

وفي عام 1946 استوردت الحكومة السورية ليرات ذهبية من المكسيك قيمتها 45 مليون ليرة سورية وفي عام 1949 استوردت سورية ذهبا بقيمة 3.45 مليون دولارا ، وكان سعر السبيكة بوزن كيلوغرام وعيار 24 مبلغ 4700 ليرة سورية وسعر سبيكة كيلوغرام الفضة 75 ليرة سورية .

لقد خسرت سوؤيا كثيرا من ارتباط عملتها بالفرك الفرنسي أيام الانتداب ففي عام 1937 تدنت قيمة الفرنك 34% وفي عام 1940 وصل تدنى الفرنك إلى 64% وفي عام 1945 وصل التجني إلى 87% و في عام 1948 وصل مجموع التدني إلى 92 % و ووصل عسر الألف فرنكا عام 1958 إلى 8.14 ليرة سورية في الوقت الذي كان سعر الدولار 3.58 ليرة والإسترليني 10.02 ليرة سورية.

بتاريخ 7/2/1949 صفيت العلاقات النقدية السورية والفرنسية وتم الانفصال النقدي بين سورية ولبنان. وصدر المرسوم التشريعي 23 بتاريخ 20/4/1949 الناظم للنقد السوري وبتاريخ 11/3/1950 صدر المرسوم التشريعي 71 الذي أعطى وزارة المالية صلاحية إصدار النقد السوري باسم مؤسسة إصدار النقد السوري وفي عام 1953 وضعت ثلاث فئات من النقد السوري الجديد في التداول.

بتاريخ 4/2/1961 ألغت الحكومة السورية التعامل بالنقود الذهبية نهائياً وأصبحت قيمتها بقيمة معدنها أو بقيمتها التذكارية لدى هواة جمع النقود.

وللاستئناس نضع بعض المعلومات عن الليرات الذهبية وأسعارها التقريبية في مطلع عام 2006 بعد أن تدنى سعر اونسة الذهب(31.1 غ) في تموز 1999الى 256 دولارا وهو ادنى سعر وصله الذهب منذ 1979 اما بتاريخ 30/1/ 2006 فقد ارتفع سعر اونسة الذهب إلى564 دولارا :
الليرة الذهبية العيار من 24 الوزن القائم/غراماً ليرة سورية 1999 ليرة سورية 2006
رشادية 22 7.20 3900 8600
تجارية 22 7.20 3100 6800
رشادية مخمسة 22 36.00 15300 33700
الإنكليزية 22 8.00 3400 7500
الفرنسية 21.60 6.50 2800 6200
البيزتة 21.60 41,60 17700 39000

د-النقود بعد الاستقلال:

بعد أن أعلنت الحكومة السورية انفصال العملة السورية عن الفرنك الفرنسي، اعتمدت النقود السورية المستقلة، فصدر قانون النقد الذي جعل الليرة السورية تساوي 405.512مغ من الذهب، على أن تتولى الدولة إصدار النقود وتأمين تغطيتها بما لا يقل عن 30% ذهباً.

بتاريخ 28/3/1953 صدر المرسوم التشريعي رقم 87 القاضي بإحداث مصرف سورية المركزي كمؤسسة عامة مستقلة ونظام النقد السوري الأساسي وإحداث مجلس النقد والتسليف . وتم اتفاق انهاء إمتياز بنك سورية ولبنان في إصدار النقد السوري المصدق بالقانون رقم 164 تاريخ 21/1/1956 ، وباشر بعدئذ المصرف المركزي ممارسة صلاحياته فاصدر اول إصداراته النقدية عام 1957

إن النقود السورية الورقية المتداولة حالياً هي من فئة ليرة و5 و 10 و25 و50 و100 و200و500 و1000ليرة، أما النقود المعدنية فهي من فئة (100) و50 و25 ق.س وقد ضعف تداولها حالياً نتيجة انخفاض قيمتها فأصبحت تكلفة سكّها أكثر من قيمتها الاسمية وقد طرح في التداول بتاريخ 18/1/1998 قطع معدنية من ليرة (5غرامات ستنلس ستيل) و 5 ليرات (5 غرامات كوبر ونيكل) و10 (7 غرامات كوبر ونيكل) وقد سبق طرح 25 ليرة معدنية بالتداول، كما طبعت قطع ورقية 200 و1000 ليرة لانصباب ضغط الاستعمال على فئة 500 بحيث أصبح تداولها يشكل 86% من حجم التداول النقدي بعد أن كانت النسبة 60%، وقد تدنى مؤخراً استعمال فئة الـ/100/ ليرة إلى 9% من حجم التداول النقدي.

في عام 1926 بلغ النقود السورية المتداولة الصادرة عن بنك سورية ولبنان 9.775 مليون ليرة و في عام 1938 بلغت الأوراق النقدية المتداولة في سورية ولبنان 16 مليون ليرة سورية وفي عام 1949 بلغت 232 مليون ليرة وفي عام 1952 بلغت 250.4 مليون ليرة وفي عام 1956 بلغت 335.2 مليون ليرة وفي عام 1957 بلغت 431.7 مليون ليرة ، وفي عام 1970 بلغت النقود المطروحة في التداول 1817 مليون ليرة زادت إلى 77559 مليون ليرة عام 1990 وإلى 95200 مليون ليرة 1991، يضاف إليها ودائع تحت الطلب، فيصبح مجموع الكتلة النقدية في سورية 146725 مليون ليرة ونضع فيما يلي الكتلة النقدية في سورية بملايين الليرات:

الكتلة النقدية 1999 2000 2002 2003 2004
نقد خارج المصارف 182085 203881 258374 284999 332610
نقد لدى المصارف 5900 6953 8901 9384 11682
مجموع النقد المصدر 187985 210834 267275 294386 344292
ودائع تحت الطلب 131134 164807 236396 256443 269076
قطاع عام اقتصادي وغيره 131210 164807 236396 256443 269074
مجموع الكتلة لنقدية 313219 368688 494770 541442 601686


ويلاحظ أن حجم التداول النقدي يبلغ 57.22% من الكتلة النقدية، أما الودائع المصرفية فلا تشكل أكثر من 44.7% أما في الغرب فهي تزيد على 90% مما يشير إلى ضعف التداول بواسطة المصارف.

وقد اشتهرت حلب وتخصصت في سك النقود قبل وبعد الميلاد وخاصة في عهد الدولة السلوقية ومن بعدها الرومانية والبيزنطية والأموية والعباسية، وفي العهد العثماني كان في حلب دار لسك النقود، يعتقد أنها في منطقة سوق الزرب، وكان السوق يدعى قديماً بسوق (الضرب).

يوجد في حلب مجموعة من هواة جمع النقود المعدنية والورقية القديمة والحديثة ، وقد صدر مؤخرا في حلب كتاب عن "" موسوعة العملات الورقية السورية ""

موضوع مهم جدا