الصحابي زيد بن حارثة

زيد بن حارثة ( ؟ - 8هـ، ؟ 629م).
زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي صحابي جليل يعود نسبه إلى قبيلة كلب.
أسر وهو فتى يافع وبيع في سوق عكاظ، واشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة،
ولما تزوجها محمد ( ص ) قبل البعثة، أهدته زيداً فأعتقه.

عرف أهل زيد بن حارثة رضي الله عنه بوجوده في مكة، فجاء أبوه لفدائه،
وخاطب محمداً ( ص )  بشأن فدائه، فخيره بين الالتحاق بأهله أو البقاء عنده،
فآثر زيد رضي الله عنه البقاء عند محمد ( ص )  فتبناه، وبذلك اطمأنت نفس حارثة والد زيد.

بعد ذلك أصبح يعرف بزيد بن محمد حتى نزلت الآية الكريمة
: ﴿ ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ﴾ الآحزاب: 5. فَعُرِف بعدها بزيد بن حارثة رضي الله عنه.

ذكر القرآن الكريم اسمه في الآية الكريمة :
فلما قضى زيدٌ منها وطرًا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم
إذا قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولاً والمقصود أن القرآن أمر النبي ( ص )
بتطليق زينب بنت جحش من زيد وتزويجها للنبي حتى يبطل مفهوم التبني.

كان رضي الله عنه من أوائل من أسلموا، وعبَّ الإسلام من منبعه الأصيل.
صحب زيد رضي الله عنه الرسول ( ص )  إلى الطائف عندما قصد أهلها يدعوهم لنصرته.
وهاجر رضي الله عنه إلى المدينة،
ونزل عند سعد ابن خيثمة رضي الله عنه، وآخى الرسول( ص ) بينه وبين عمه حمزة رضي الله عنه،
ثم زوجه زينب ابنة عمته.

كان رضي الله عنه من الرماة، شهد جميع الغزوات مع الرسول ( ص ) ،
واستخلفه الرسول ( ص ) على المدينة عندما خرج الى المريسيع (غزوة بني المصطلق) وأمَّره كذلك على عدد من السرايا

قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
ما بعث رسول الله ( ص ) زيد بن حارثة رضي الله عنه في جيش إلا أمَّره عليه..

وعندما أراد الرسول ( ص ) غزو الروم في بلاد الشام، وجمع جيشاً من ثلاثة آلاف مجاهد،
عقد القيادة الأولى لزيد رضي الله عنه، وقدمه على كل من جعفر بن أبي طالب، وعبدالله بن رواحة.

واجه جيش رسول الله ( ص ) جيش الروم في مؤتة وكان عدده أكثر من مائة ألف.
وتردد الناس ولكن مالبث أمير الجيش زيد بن حارثة رضي الله عنه
أن اندفع يقاتل الروم دون راية رسول الله ( ص ) حتى سقط شهيدًا.
وحزن عليه رسول الله ( ص ) حزناً شديداً
وقال: ( اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد ). رضى الله عنه