- المحترفعضو جديد
- رقم العضوية : 74
عدد المساهمات : 172
تاريــخ التســـجيل : 30/09/2018
البلد : Syria
التقييم و الاعجاب : 0
تاريخ الطربوش
28/9/2019, 7:32 am
تاريخ الطربوش :
غطاء الرأس هذا (الطربوش)، الذي صار «موضة» العصر، لفترة لابأس بها، لم يقتصر على كونه قطعة قماش تؤدي غرض حجب أو حماية الرأس، بل مثل تعبيراً عن الأناقة والمكانة الاجتماعية أو الفكرية أو السياسية؛ ولذا تميزت وتنوعت فنونه في إطار مضطرد، حيث كانت ألوانه تتدرَّج من الأحمر الفاتح إلى الأحمر الغامق، على شكل مخروط ناقص، وتتدلَّى من جانبه الخلفي حزمة من الخيوط الحريرية السوداء، كما يوضع على الرأس مائلاً إلى الوراء أو إلى أحد الجانبين.
ولا تغيب عن هذه الصناعة، أو الموضة، اعتبارات مواءمتها للسن والمكانة، الخاصين بمن سيقتني هذا الطربوش المصنع؛ لذا فإننا نكتشف تضمنها جماليات وتحديدات كثيرة، ومثالنا هنا أنه كان لون طربوش المتقدِّمين في السن أحمر داكناً، بينما طربوش الشباب أحمر فاتحاً.
وقد ظلَّ الطربوش مستخدماً في عدد من الدول العربية إلى عهود قريبة، ومازال رائجاً في بعضها حتى الآن، وأبرز هذه الدول :المغرب ومصر وسوريا وفلسطين ولبنان وتونس والجزائر، إذ عُد ضرورياً لاستكمال المظهر الرسمي، آنذاك. علاوة على اعتباره كأهم مقاييس الوجاهة والرجولة المطلقة، كما طغت مجموعة من الطقوس والمفاهيم الدقيقة بخصوصه، وحتى أنَّ جنازة الميِّت عندما كانت تُحمل على الأكتاف لايغيب حضور الطربوش معها، في حال كان الميت رجلاً عادياً، وتظهر عمامته محمولةً، عوضاً عن الطربوش، إذا كان عالماً. وأيضاً كان هناك لفَّة تسمى «لام ألف»، عبارة عن قطعة قماش مزركشة باللون الأصفر مع الأبيض، تحيط بالطربوش، تستخدم لغرض الدلالة على أنِّ الميِّت رجل دين، أو أنَه ذو مكانة اجتماعية رفيعة.
غطاء الرأس هذا (الطربوش)، الذي صار «موضة» العصر، لفترة لابأس بها، لم يقتصر على كونه قطعة قماش تؤدي غرض حجب أو حماية الرأس، بل مثل تعبيراً عن الأناقة والمكانة الاجتماعية أو الفكرية أو السياسية؛ ولذا تميزت وتنوعت فنونه في إطار مضطرد، حيث كانت ألوانه تتدرَّج من الأحمر الفاتح إلى الأحمر الغامق، على شكل مخروط ناقص، وتتدلَّى من جانبه الخلفي حزمة من الخيوط الحريرية السوداء، كما يوضع على الرأس مائلاً إلى الوراء أو إلى أحد الجانبين.
ولا تغيب عن هذه الصناعة، أو الموضة، اعتبارات مواءمتها للسن والمكانة، الخاصين بمن سيقتني هذا الطربوش المصنع؛ لذا فإننا نكتشف تضمنها جماليات وتحديدات كثيرة، ومثالنا هنا أنه كان لون طربوش المتقدِّمين في السن أحمر داكناً، بينما طربوش الشباب أحمر فاتحاً.
وقد ظلَّ الطربوش مستخدماً في عدد من الدول العربية إلى عهود قريبة، ومازال رائجاً في بعضها حتى الآن، وأبرز هذه الدول :المغرب ومصر وسوريا وفلسطين ولبنان وتونس والجزائر، إذ عُد ضرورياً لاستكمال المظهر الرسمي، آنذاك. علاوة على اعتباره كأهم مقاييس الوجاهة والرجولة المطلقة، كما طغت مجموعة من الطقوس والمفاهيم الدقيقة بخصوصه، وحتى أنَّ جنازة الميِّت عندما كانت تُحمل على الأكتاف لايغيب حضور الطربوش معها، في حال كان الميت رجلاً عادياً، وتظهر عمامته محمولةً، عوضاً عن الطربوش، إذا كان عالماً. وأيضاً كان هناك لفَّة تسمى «لام ألف»، عبارة عن قطعة قماش مزركشة باللون الأصفر مع الأبيض، تحيط بالطربوش، تستخدم لغرض الدلالة على أنِّ الميِّت رجل دين، أو أنَه ذو مكانة اجتماعية رفيعة.
- المحترفعضو جديد
- رقم العضوية : 74
عدد المساهمات : 172
تاريــخ التســـجيل : 30/09/2018
البلد : Syria
التقييم و الاعجاب : 0
رد: تاريخ الطربوش
28/9/2019, 7:33 am
وفي مصر لم يكن مسموحاً لأيِّ موظَّف في دوائر ومؤسَّسات الدولة أن يدخل على رئيسه دون ارتداء الطربوش، هذا طبعاً علاوة على إلزامية لباسه من قبل طلبة المدارس، حيث يطرد من لايلبسه، وبقي ذلك إلى أن جاءت ثورة يوليو 1952، إذ اعتبر الرئيس جمال عبد الناصر أن الطربوش رمز للرجعية والإقطاع، فاستغنى عنه. وذلك بعد أن اشتهر بلبسه أفراد العائلات المصرية العريقة، كعائلة سعد زغلول، وحبيب باشا السعد، وفكري أباظة، إلى جانب عميد الأدب العربي د. طه حسين.
وكان الظهور الأول للطربوش في العالم العربي، ضمن مدينة دمشق أيام «إبراهيم باشا»، الابن الأكبر لمحمد علي باشا والي مصر، والذي حكم سورية مدَّة تقارب العشر سنوات 1831-1841، فعمم أثناء حكمه الشام (سوريا الطبيعية)، لباس الطربوش بدل العمامة. وقد حرص محمد علي باشا قبل ذلك، وفي إطار برنامجه لتحديث البلاد واستقلالها، على إنشاء مصنع للطرابيش في مصر، إذ كانت، وحتى بداية عهده، تستورد الطرابيش من الخارج، لكن محمد علي اتخذ موقفاً مغايراً إزاء هذه المسألة، بعد أن هزمته وطوقته الدول الغربية باتفاقية 1840، فركز على تفكيك مصانعه كاملة، بما في ذلك مصنع الطرابيش.
ومن أبرز الطرائف التي تُروى عن الطربوش، تأرجحه في حالة شد وجذب وتناقض، بين واقع حضوره وأهميته في كل من الدولة العثمانية وسوريا، فيروى أنَّ الرئيس السوري حسني الزعيم، الذي حكَمَ سورية عام 1949 لمدة 137 يوماً، أصدر مرسوماً جمهورياً منعَ بموجبه الموظفين والمستخدمين لدى الحكومة من ارتداء الطربوش. وهذا طبعاً خلافاً لوقائع مناهج بعض السلاطين العثمانيين تاريخياً في هذا الصدد، وعلى رأسهم السلطان العثماني سليمان القانوني، إذ أصدر مرسوماً بتعميم ارتداء الطربوش في دوائر ومكاتب الجهات الرسمية العثمانية.
وفي لبنان، اشتهر آل حيدر وآل أرسلان وآل الخازن وآل سلام وغيرهم من كبار العائلات ورجال الحكم، في لبس الطربوش والتفاخر به، حتى قيل إنَّ المسؤول في الوزارة أو في مجلس النواب، إذا كان لايلبس الطربوش، يستحيل اعتباره مؤهلاً للمسؤولية والجدية في اتخاذ القرارات، بل إنَّ أحد مقاهي بيروت، كان يمنع دخول أيَّاً من مرتاديه إلاَّ إذا كان معتمراً الطربوش.
وكان الظهور الأول للطربوش في العالم العربي، ضمن مدينة دمشق أيام «إبراهيم باشا»، الابن الأكبر لمحمد علي باشا والي مصر، والذي حكم سورية مدَّة تقارب العشر سنوات 1831-1841، فعمم أثناء حكمه الشام (سوريا الطبيعية)، لباس الطربوش بدل العمامة. وقد حرص محمد علي باشا قبل ذلك، وفي إطار برنامجه لتحديث البلاد واستقلالها، على إنشاء مصنع للطرابيش في مصر، إذ كانت، وحتى بداية عهده، تستورد الطرابيش من الخارج، لكن محمد علي اتخذ موقفاً مغايراً إزاء هذه المسألة، بعد أن هزمته وطوقته الدول الغربية باتفاقية 1840، فركز على تفكيك مصانعه كاملة، بما في ذلك مصنع الطرابيش.
ومن أبرز الطرائف التي تُروى عن الطربوش، تأرجحه في حالة شد وجذب وتناقض، بين واقع حضوره وأهميته في كل من الدولة العثمانية وسوريا، فيروى أنَّ الرئيس السوري حسني الزعيم، الذي حكَمَ سورية عام 1949 لمدة 137 يوماً، أصدر مرسوماً جمهورياً منعَ بموجبه الموظفين والمستخدمين لدى الحكومة من ارتداء الطربوش. وهذا طبعاً خلافاً لوقائع مناهج بعض السلاطين العثمانيين تاريخياً في هذا الصدد، وعلى رأسهم السلطان العثماني سليمان القانوني، إذ أصدر مرسوماً بتعميم ارتداء الطربوش في دوائر ومكاتب الجهات الرسمية العثمانية.
وفي لبنان، اشتهر آل حيدر وآل أرسلان وآل الخازن وآل سلام وغيرهم من كبار العائلات ورجال الحكم، في لبس الطربوش والتفاخر به، حتى قيل إنَّ المسؤول في الوزارة أو في مجلس النواب، إذا كان لايلبس الطربوش، يستحيل اعتباره مؤهلاً للمسؤولية والجدية في اتخاذ القرارات، بل إنَّ أحد مقاهي بيروت، كان يمنع دخول أيَّاً من مرتاديه إلاَّ إذا كان معتمراً الطربوش.
- Rahaf.syعضو نشيط
- رقم العضوية : 18
عدد المساهمات : 504
تاريــخ التســـجيل : 25/11/2016
البلد : وطني الغالي
العمـل : طالبة
التقييم و الاعجاب : 1
رد: تاريخ الطربوش
28/9/2019, 11:12 am
- Hibaعضو مبدع
- رقم العضوية : 5
عدد المساهمات : 1229
تاريــخ التســـجيل : 25/05/2016
البلد : Syria
العمـل : طالبة
التقييم و الاعجاب : 3
رد: تاريخ الطربوش
12/12/2019, 10:05 pm
مقال مميز
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى