جوليا دومنا المرأة الحمصية التي جلست على عرش روما

المرأة الحمصية التي جلست على عرش روما...
عندما تجمع المرأة العلم والفلسفة والفن والموسيقى تكون كما الاسطورة....

#جوليا #دومنا (170 م - 217 م)

كانت جوليا دومنا ابنة "جوليوس باسيانيوس الكاهن الأعظم في معبد إلاه "ايل الجبل" في حمص (Emesa). تزوجت عام 187م من قائد في الجيش الروماني Septimus Severus (م211-193 م) من أصول شمال أفريقية إلتقت به عندما عين سفيرا لروما في سوريا، سابقا لتعيينه حاكما على ليون في فرنسا. أنجبت منه في ليون عام 188 ابنها البكر باسيانوس الإمبرطور (Caracalla (211- 217 فيما بعد وفي روما عام 189م انجبت إبنها الثاني الامبرطور(Geta211م). في عام 193م توج زوجها (Septimus Severus ) امبرطورا على روما على أثر حرب أهلية وإرتقت جوليا الى مرتبة (Augusta) امبرطورة على روما. وإنتقلت العا ئلة لتقيم في العاصمة روما. كانت جوليا دومنا ترافق زوجها الإمبرطورفي حملاته في كل مكان وكان لها تأثيرا كبيرا على قراراته .كرمت عام 195.م بلقب "Mater Castrorum", "أم المعسكرات" وكانت تبدو العائلة الإمبرطورية في تصاويرها المنقوشة على النقود, عائلة مثالية رمز الإاستقرار والإستمرارية وكانت جوليا دمنا ترمز للسعادة (Felicidas) والهناء(Concordia) .
إلى جانب دورها السياسي المهم الذي كانت تمارسه خلف الستار, كانت جوليا دومنا راعية العلوم والفنون والموسيقى والفلسفة في الإمبرطورية , سخرت نفسها لنشر الفلسفة الذي كان محارب اّنذاك وبعد التخلص من خصومها الذين كانوا يحاولون تهميش قدراتها ,مكنت وضعها وعينت العديد من السوريين في مراكزعليا في الحكم ومنحت الكثيرمن الإمتيازات لبلدها سوريا.
قتل (Septimus Severus) في211م في اّخر حملة له في بريطانيا وعادت الإمبرطورة مع ولديها الى روما لتشاركهم في الحكم , فكانت بداية فترة عصيبة , شائكة بالنسبة للعائلة , إذ لم يكن الأخين على وفاق مع بعضهما ولم يتمكنا من التشارك في الحكم و كانت هنالك كراهية عمياء تفرق بينهما بالرغم من جهود الأم للتوفيق بينهما تطورت الأمورللأسوء بين الأخين حيث أصبح خطر الحرب الأهلية يلوح في الأفق وانتهى الأمر بإغتيال كركللا لأخيه جيتا بعد كمين نصبه له في روما حيث دعاه إليها بحجة الصلح وانفرد بعد ذلك لوحده بالحكم.
حظرالامبرطور (Caracalla) الشعب من الحزن على (Geta) تحت طائلة الإعدام وكذلك منع أمه من الحزن عليه ساءت العلاقة في البداية بين الأم والابن لتعود جوليا بعد فترة اعتزال مجددا الى حكم الإمبرطورية الى جانب إبنها ,ترافقه في حملاته وتشاركه في قراراته مثلما كانت تفعل في زمن زوجها وكانت موضع إحترام وتقدير من قبل الشعب الروماني أمرتبينه كمية النقود المصكوكة على صورتها والنصوص العديدة المنقوشة على الحجرتكريما لها.
قتل الإمبرطور(كركللا) في 217.م أثناء حملة في حران ( أورفا الحالية) في تركيا, حزنت جدا عليه وقررت أن تعود لتعيش بقية حياتها في حمص (Emesa) وإمتنعت عن الطعام وتوفيت نتيجة مرض السرطان . تم تأليهها بعد وفاتها.