كفن طورينو القماش الذي كفن به السيد المسيح

كَفَن طورينو قماش كَتَّاني يعتقد الكثير من النصارى أنه القماش الذي كُفِّن فيه عيسى المسيح عليه السلام. وتبلغ مساحة القماش 434×109سم. وهو يحمل صورة باهتة في الجزء الأمامي وظهرًا لرجل جُلد بالسوط وعلى رأسه تاج من الأشواك بعد أن صُلب ـ حسب اعتقاد اليهود والنصارى ـ أما الجروح في الصورة فتتفق مع التفاصيل الواردة في الإنجيل بشأن وفاة عيسى عليه السلام حسب زعمهم. وهذا الكفن محفوظ في مُصلى كاتدرائية مدينة طورينو، بإيطاليا.

يعتقد بعض الناس أن الكفن هو فعلاً الماندليون، وهو قماش ظهر لأول مرة في مدينة أورفة، بتركيا، في القرن السادس الميلادي. إن كفن طورينو يشبه تمامًا صور الفنانين للماندليون لذلك العصر. نقل الماندليون إلى القسطنطينية (تعرف الآن بإسطنبول، تركيا) في عام 944م واختفى في عام 1204م خلال الحرب الصليبية الرابعة.

في حوالي عام 1355م، تملك جيفري دوشارني وهو من النبلاء الفرنسيين، كفن طورينو وفي عام 1453م تملكت أسرة من العائلة المالكة الإيطالية تدعى هاوس أوف سافوي، وفي عام 1578م ثم قامت بإحضار الكفن إلى طورينو.

وقد شكك أناس عديدون في صحة الكفن. وفي عام 1389م، وصف أسقف ترويز بفرنسا الكفن بأنه كفن مزور ومطلي في عام 1355م. وفي عام 1898م ألقت الصور الأولى للكفن ظلالاً من الشك على هذه النظرية. أظهرت الصور السلبية للكفن صورًا إيجابية وأكثر وضوحًا وتفصيلاً عن تلك الصورة الموضحة على الكفن ويتضح بالتالي أن الكفن ما هو إلا صورة سلبية. وحسب رأي الخبراء ليس باستطاعة أي فنان في القرون الوسطى أن يرسم لوحة بهذا المستوى.

أجرى العلماء خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين تجارب عديدة على الكفن.
وفي عام 1978م توصل فريق من الباحثين أن لطخات الدم فوق القماش تبدو وكأنها دم آدمي.
واستقر رأيهم على أن هذه الصورة قد تكون عائدة لجسم آدمي،
وتوصل علماء آخرون إلى أن غبار الطلع الأصفر وحجر الجير المأخوذ من القماش ربما يكون عائدًا لمنطقة فلسطين،
حيث توفي عيسى عليه السلام ـ كما يزعمون ـ ولكن التجارب لم تتوصل إلى نتيجة حاسمة،
وفي عام 1988م استخدم العلماء تجربة تسمى التأريخ بالكربون المشع على قماش الكفن لتحديد عمره. وأشارت التجربة إلى أن تاريخ الكفن يرجع فقط لعام 1350م. وهذا البرهان الذي نطق به العلم التجريبي يوافق ما جاء في القرآن الكريم: ﴿وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم﴾ النساء: 175.