نهر قويق الذي يمر بمدينة حلب

ـ نهر قويــــق هو النهر الوحيـــد في حلب، وكان يسمى قديما نهر (شـــــالوس) أو (كالوس)، ينبع من مدينة عينتاب، ويبلغ طوله الإجمالي 129كم، منها 110 كم في الأراضي السورية، ويصبّ في منطقة المضخ التي تقع في الجنوب الغربي من مدينة حلب بالقرب من قرية " العيس ".
ـ ويقال إن نهر قويق أخذ اسمه الحالي في القرن الثالث الهجري، يؤكد هذا أن اسمه ورد في شعر البحتري الذي قال :
إن قوَيْـــقاً له علــــيَّ يــــــــــدٌ** بالأمس بيضاءُ لستُ أَكفُرُها
ـ ذكر ياقوت الحمَوي في (مُعجم البلدان) ما خلاصتُه أن كلمة "قويق" تصغير لكلمة (قاق) : صوت الضفدع. فقد كانت أعداد كبيرة من الضفادع تعيش على ضفافه، ولذلك سُمّي بصوتها.
ـ أما ابن الشحنة فيقول انه سُمّي باسم "قويق" نسبة إلى شجر الحَوْر الذي كان يُزرع على جانبيه. واسم الحور باللغة التركية " قواق". ‏‏
ـ قال فيه الشيخ كامل الغزي في ( نهر الذهب في تاريخ حلب) إن للنهر في بعض السنين طغياناً عظيماً من كثرة الامطار، فيُتلِف الزرع، ويهدِم البيوت، و قد طغى على الصليبيين وهم يحاصرون حلب؛ فأغرق خيامهم، وشتّت شملهم.
ـ ولئن كان يجفّ في فصل الصيف؛ وتنبعث منه روائح كريهة، فإنه كان في الشتاء ، من بعض السنوات، يفيض، وقد قدم لنا العلامة الأسدي في موسوعته هذه اللوحة التي تصور لنا فيضانه الرهيب :" أواقيت بصير فيه فيض، وفيض قوي ورهيب، وما بنسى أنا الناس مجمّعة عزيق النهر قبل باب الجنۤان، ورگدت أنا لصوبن، أشّو الخبر؟ زلمة راكب عالبغل وهو معدّي من هون والبغل جفل مل مي ووقّع هالزلمة في النهر، ومنو بقدر يخلصو والمي عم بتقلبو؟ وقلوبنا ما عندا غير الدعا، والا زتّـتو المي لسجرا وتعشبق فيّا، ونحنه فرحنا ، لكن المي ما كمّلت جميلا، قلعت السجرا ـ والله ـ من شروشا، وزتّتا مع اللي تعشبق فيّا بالمي، ورا ورا.... وتاني يوم قالوا شافوا جثتو بالمضخ".
ـ وبسبب جفاف مياه نهر قويق في الصيف، وانتشار الروائح الكريهة ، تمت في عام 1981 ( في عهد الأستاذ نهاد القاضي محافظ حلب والأستاذ محمد ناجي العطري رئيس بلديتها) تغطية نهر قويق في حي محطة بغداد حتى الشيخ مقصود بغطاء من الإسمنت المسلح، ثم وُضعت عليه أحواض الزهور، كما أقيمت عليه بِرَك الماء ذات النوافير.
ـ وقد وصف الصنوبري نهر قويق بموضوعيّةٍ تامّة، فذكر حسناته ومساوئه أيضا:

الصورة حلوة