قتيبة بن مسلم و السمرقندي و القاضي

ﺃﺳﺮﻉ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻗﺎﺋﺪ ﺟﻨﺪﻫﻢ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ‏( ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ‏) ﺃﺭﺳﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻓﻲ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ، ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
ﻳﺸﻜﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﺑﺠﻴﻮﺷﻪ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺬﺍﺭ ﺃﻭ ﺩﻋﻮﺓ
ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻰ ﻭﺍﺳﻤﻪ ‏( ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺟُﻤﻴﻊ ‏) ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ
... ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺃﻣﺎﻡ ﺧﺼﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ
ﻧﺎﺩﻯ ﺣﺎﺟﺐ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﺈﺳﻤﻪ ﻣﺠﺮﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻯ ﻟﻘﺐ
ﻓﺠﺎﺀ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻭﺟﻠﺲ ﻫﻮ ﻭﺧﺼﻤﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﻛﻬﻨﺔ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻣﺎ ﺩﻋﻮﺍﻙ ﻳﺎ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪﻱ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺇﺟﺘﺎﺣﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﻋﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﻤﻬﻠﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ
ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻭﻗﺎﻝ : ﻭﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ؟
ﻗﺎﻝ ﻗﺘﻴﺒﺔ : ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺧﺪﻋﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﻠﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺎﻭﻣﻮﻥ ﻭﻳﻌﺘﺪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻳﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻫﻞ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ ﻭﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻌﻠﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ؟
ﻗﺎﻝ ﻗﺘﻴﺒﺔ : ﻻ ﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻏﺘﻨﺎﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻚ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺃﺭﺍﻙ ﻗﺪ ﺃﻗﺮﺭﺕ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻗﺮ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ
ﻳﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻣﺎ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ﻗﻀﻴﻨﺎ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻡ ﻭﺟﻴﻮﺵ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﻭﺃﻃﻔﺎﻝ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ، ﻭﺃﻥْ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻭﻩ ﻭﺳﻤﻌﻮﻩ ، ﻓﻼ ﺷﻬﻮﺩ ﻭﻻ ﺃﺩﻟﺔ . ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ
ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻳﻮﻥ ﺇﻻ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺐ ﻭﻗﺘﻴﺒﺔ ﻳﻨﺼﺮﻓﻮﻥ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺳﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﺑﺠﻠﺒﺔ ﺗﻌﻠﻮ ﻭﺃﺻﻮﺍﺕ
ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻭﻏﺒﺎﺭ ﻳﻌﻢ ﺍﻟﺠﻨﺒﺎﺕ ، ﻭﺭﺍﻳﺎﺕ ﺗﻠﻮﺡ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ، ﻓﺴﺄﻟﻮﺍ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﺇﻥَّ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻗﺪ ﻧُﻔِّﺬَ ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻗﺪ ﺍﻧﺴﺤﺐ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ، ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﺃﻓﻮﺍﺟﺎً ﻭﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ
ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻴﺎ ﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ، ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺼﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ، ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺟﻴﺸﺎً ﻳﺪﺧﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔً ﺛﻢ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﺓ ، ﻓﻴﺤﻜﻢ ﻗﺎﺿﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻈﺎﻓﺮ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ؟ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ . ‏( ﻻ ﺍﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻲ ‏)
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺷﺒﻴﻬﺎً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ

رائعة جدا

الله اكبر