امارة موناكو

موناكو واحدة من أصغر الدول في العالم، إذ لا تتعدّى مساحتها 1,49كم²، وتقع على الريفيرا الفرنسية، التي تمتد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتحدها فرنسا من الجهات الثلاث الأخرى.
وموناكو منتجع سياحي له شهرة واسعة، وبها العديد من الفنادق الفخمة، والأندية، وحدائق الأزهار، وأماكن الترويح والمتعة. وصالة القمار بمونت كارلو تُعَدُّ من أهم مناطق الجذب السياحي بها. وتشتهر موناكو أيضًا بسباقات السيارات، مثل سباق مونت كارلو للسيارات، وسباق الجائزة الكبرى.
تقع مدينتا موناكو ومونت كارلو على منحدر جبلي، يُطلّ على البحر الأبيض المتوسط، وموناكو هي العاصمة. ويرأس الأمير رينيه الثالث إمارة موناكو، ويدير الحكم من قلعة مهيبة بُني جزء منها في القرن الثالث عشر الميلادي. واللغة الرسمية لموناكو هي الفرنسية، ويُلقَّب مواطنو موناكو باسم المُونيجاسْكيين.
نظام الحكم. موناكو إمارة يحكمها أمير، ويمثلها في الشؤون الدولية، مثل توقيع المعاهدات، والاتفاقيات مع الدول الأخرى. وطبقًا لبنود المعاهدة المُبْرَمة بين موناكو وفرنسا في عام 1918م فإن حكم الإمارة سوف يؤول إلى فرنسا في حالة عدم وجود وريث ذَكَر للعرش.
السكّان. يمثل المونيجاسكيون سُبْع عدد السكان في موناكو، وأكثر من نصف السكّان من الفرنسيين، ومعظم الباقين من أصول مختلفة كالأمريكيين، والبلجيكيين، والبريطانيين، والإيطاليين. ومعظم المونيجاسكيين يتحدثون لهجة محلية تُسمَّى المونيجاسكية؛ وهي لهجة منبثقة من اللغتين الفرنسية والإيطالية.
يعيش بعض أغنياء العالم في موناكو بصفة دائمة، حيث لاتوجد بالإمارة ضريبة دخل، ولكن منذ عام 1963م اضطر معظم الفرنسيين الذين يعيشون في موناكو إلى تسديد ضريبة الدخل طبقًا للمعدّلات الفرنسية.
والديانة الرسمية للدولة هي الرومانية الكاثوليكية، وحُرِّيَّة العقيدة مكفولة للجميع، وتقوم الكنيسة بإدارة المدارس الابتدائية، وبالإمارة أيضًا مدرسة ثانوية وأكاديمية للموسيقى.
تمنح حكومة موناكو جائزة رينيه الثالث للأدب سنويًا، لكاتب من كُتَّاب الفرنسية. وتضم المكتبات في موناكو مكتبة الأميرة كارولين التي تتخصص في أدب الأطفال. وبموناكو ـ أيضًا ـ متُحفٌ بحري، ومتُحف لعصور ما قبل التاريخ، وحديقة للحيوان، وحدائق للنباتات. ويحتوي المتحف البحري على مجموعة من المعروضات النادرة، وبه أيضًا واحد من أفضل متاحف الأحياء المائية في العالم.
يقدم المسرح الكبير في مونت كارلو عروضًا لأشهر المغنين وراقصي الباليه في العالم، كما أن بعض أشهر قائدي الفرق الموسيقية، والعازفين المنفردين في العالم يشاركون في عروض الفرقة الموسيقية القومية بموناكو.
تتمتّع موناكو بمناخ شتوي معتدل، ومتوسط درجات الحرارة في شهر يناير 10°م، أما درجات الحرارة في الصيف فلا تتعدى 32°م إلا نادرًا، وتسقط الأمطار في المتوسط لفترة 62 يومًا في العام
نبذة تاريخية. يحتوي متُحف موناكو على العديد من الآثار التي خلفتها الشعوب القديمة في المنطقة، بما في ذلك الجثث والأدوات، وهناك احتمال أن الفينيقيين الذين أتوا من شرق البحر الأبيض المتوسط استقروا في موناكو فيما يقرب من عام 700ق.م. وفي العصور الإغريقية والرومانية كانت موناكو مركزاً تجاريًا مهمًا، كما كان ميناؤها مأوى للسفن القادمة من بلدان كثيرة.
سيطر أهل جنوه الذين أتوا من شمالي إيطاليا على موناكو في القرن الثاني عشر الميلادي، وبنوا أول حصنٍ هناك في عام 1215م، وفي عام 1308م وهبت جنوه عائلة جريمالدي من جنوه حق حكم موناكو. وفي البداية تحالفت هذه العائلة مع فرنسا، ومن بداية القرن السادس عشر الميلادي، وحتّى منتصف القرن السابع عشر الميلادي حاولت العائلة الحصول على الحماية من أسبانيا، وتتميز هذه الحقبة من الزمن في تاريخ موناكو بالعنف، وبثورات في القصر، وقُتل الأمير جان الثاني على يد أخيه لوسيان في عام 1505م، وقُتل لوسيان بدوره على يد أحد أقاربه. وقام بعض الناس بقتل الأمير أنوريه الأول غرقًا خلال تمرد في عام 1604م.
فرضت فرنسا سيطرتها على موناكو في عام 1793م خلال أحداث الثورة الفرنسية، ولكن كونجرس فيينا أعاد السلطة إلى عائلة جريمالدي، تحت وصاية سردينيا في عام 1814م، واستولت فرنسا على بعض الأراضي التابعة لموناكو في عام 1848م، ولكنها أعادتها مرة أخرى في عام 1861م.
كان أمراء موناكو حتّى عام 1911م يحكمون حكمًا ذا سلطة مطلقة، حينما وافق الأمير ألبرت الأول على دستور جديد.
ومن الحكام الذين حكموا موناكو في العصور الحديثة، الأمير ألبرت، المعروف باسم الأمير العالم الذي قام بأبحاث بحرية مُهمة وأنشأ متحفًا لعلم دراسة المحيطات. وحكم الأمير لوي الثاني من عام 1922م وحتى عام 1949م، باستثناء فترة الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م). وخلفه حفيده الأمير رينيه الثالث الذي تزوج نجمة السينما العالمية جريس كلي في عام 1956م، وأنجبا ابنًا وابنتين والابن الأكبر هو الأمير ألبرت ولي عهد الإمارة.
وفي عام 1959م قام الأمير رينيه بحلّ المجلس الوطني، وتعيين مجلس التجمع القومي. وفي عام 1962م وتحت ضغوط من فرنسا أعاد المجلس الوطني مرة أخرى ومنح موناكو دستوراً جديداً، ومنح هذا الدستور حق الاقتراع للنساء، كما ألغى عقوبة الإعدام، وفي عام 1963م وتحت ضغوط أخرى من فرنسا قامت موناكو لأول مرة في تاريخها بفرض ضرائب على الأرباح التجارية.
ومنذ بداية ثمانينيات القرن العشرين وموناكو تقوم باستصلاح أراضٍ من البحر، لإيجاد شواطئ جديدة، هذا بالإضافة إلى بناء مجمع رياضي جديد، وميناءَيْ يخوت وعدة أبنية بها شقق سكنية. وفي عام 1982م لقيت الأميرة جريس كلي مصرعها إثر حادث سيارة بالقرب من موناكو

كانت اميرة موناكو من الجميلات جدا و صورها تملئ المجلات