الدولة المملوكية

المملوكية، الدولة
(648 ـ 923هـ، 1250 ـ 1517م).
الدولة المملوكيَّة دولة أسسها المماليك عقب الدولة الأيوبية.
عندما مات فجأة آخر سلاطين الأيوبيين الملك الصالح نجم الدين أيوب،
تكتمت زوجه شجرة الدر على الخبر، لأن بلاد مصر كانت في حرب مع ملك فرنسا لويس التاسع،
الذي هزم وأبيد جيشه في دمياط والمنصورة. ثم استدعت الزوجة الملكة ابن زوجها توران شاه لينقذ البلاد،
فلما أنقذ البلاد من الصليبيين، حاول أن يستأثر بالسلطة فقتلته شجرة الدر،
ثم نصَّبت نفسها ـ بمساعدة المماليك ـ ملكة على مصر.
واختار المماليك كبيرهم عز الدين أيبك ليقوم بمساعدة الملكة في إدارة شؤون البلاد،
وتطور الأمر فتزوجت الملكة بعزالدين أيبك،
وتنازلت له عن السلطة، تفاديًا لأي حرج شرعي في ولاية النساء،
وبخاصة عندما تكلم العلماء والناس في هذا الوضع. انظر: المرأة في الإسلام.

كانت شجرة الدر أول من تولَّى الحكم من المماليك، إلا أنَّ البداية الحقيقيَّة لهذه الدَّولة،
جاءت عندما تنازلت شجرة الدُّر لعز الدين أيبك. استأثر عزالدين أيبك بالسلطة لسبع سنوات،
أحست فيها شجرة الدر بأنها سُلبت كل سلطاتها،
وزادها غضبًا زواج عز الدين أيبك عليها من امرأة أخرى شابة،
فدبرت مؤامرة وقتلته، مثلما فعلت بابن زوجها الأول. ولكن سرعان ما قتلها المماليك ثأرًا لكبيرهم عزالدين أيبك.

انقسمت الدولة المملوكية إلى قسمين:
دولة المماليك البحرية،
نسبة إلى جزيرة الروضة التي كانوا يسكنونها والمطلة على النيل. وحكمت بين سنة 648-793هـ، 1250-1390م،

ودولة المماليك البُرْجية، نسبة إلى أبراج القلعة التي كانوا يقطنونها، وحكمت حتى قضى عليهم السلطان سليم الأول العثماني سنة 923هـ 1517م.

كان من أشهر ملوك دولة المماليك البحرية: عزالدين أيبك والظاهر بيبرس والمنصور قلاوون.
وكان من أشهر ملوك دولة المماليك البرجية: برقوق، وآخرهم قنصوه الغوري.

قام المماليك بدور هام في التاريخ الإسلامي. فقد صدوا الزحف المغولي في معركة عين جالوت. انظر: عين جالوت، موقعة.
وطويت على أيديهم آخر صفحات الغزو الصليبي عام 690هـ،1291م، الذي استمر لقرنين من الزمان.