تاريخ نقل الركاب بالشمال السوري

تاريخ نقل الركاب في مدينة أعزاز
في الستينات من القرن الماضي ، كان نقل الركاب من مدينة أعزاز إلى مدينة حلب يعتمد على ثلاث ( بوسطات ) هي : ( بوسطة مكي ) - ( وبوسطة كديش ) - و( بوسطة ابو جاسم درباله ) و على مجموعة كبيرة من السيارات الصغيرة ( التكاسي ) التي يزخر بها كراج (الحاج غازي كركج ) الواقع غربي المدينة ، سياراتٌ من مختلف الأنواع والموديلات : (شوفرليه ) و ( مرسيدس ) و( دوسوتو ) و( فولفو ) و( سكانيا ) و( فورد ) بألوان شتى .
فكان ( الدلال ) ينادي على الركاب ، ويقلّهم في السيارة صاحبة الدور ، ويجمع منهم الإجرة ويسلّمها الى السائق الذي يعطيه ربع ليرة ( رسم كراجيه ) .
وكان من الدلاّلين في الكراج حسب التسلسل الزمني :
( مرعي الدلال ـ الحاج محمد غازي ـ الحاج سمعو القرعان ـ صبحي الحاج غازي ـ فاضل الحاج غازي - اكرم حماده ( أبو ضحى ) وغيرهم .
ومن سائقي سيارات التكسي الكثيرون من أبناء المدينة منهم مع حفظ الألقاب :
( مصطفى شعبان زعزوع ـ علي حموش ـ مصطفى حموش ـ عبد الله حموش ـ حسين حموش ـ غازي حج غازي ـ ديبو حج غازي ـ صبري حج غازي ـ إبراهيم مكي - ارتين حشاش ـ أبو ارتين ـ مصطفى هادي بكار ـ عبد الله حماشو ـ خالد الشش - أبو نعسو - عبد السلام بكور ـ حسن بكور ـ أحمد بكور ـ فاروق بكور ـ الشيخ عارف ـ والمدعو ( فلّه ) ـ جميل بزاره ـ وليد بزاره ـ حمدو مصطفى داديخي - حمدو احمد داديخي - الحاج يوسف داديخي - حسون حج معروف ـ أحمد معروف - حسين الزكي ـ عبد السلام الشيخ طاهر - منان حنو ( العجوريه ) - محمود بكري ( الفينو ) - كامل - شواخ - عبريش - علي مجر - نائل كريدي - وابراهيم كرز ( كردوش ) - وفيصل سعد وغيرهم )
وكانت اجرة الراكب إلى حلب حينذاك ( 150 ) ق.س . وفي حال كان السفر باكراّ قبل شروق الشمس كان السائقون يسمونه ( سربيس ) ويتقاضون عن الراكب ليرة واحدة .
وكان أغلب ركاب ( السربيس ) الصباحي من المسافرين إلى دمشق عبر كراج حلب ، ومن مرتادي أسواق الجمعه والأحد هواة صيد الخرده القديمة ( القراقيع ) والأحذية والألبسة المستعمله ، فكان احدهم يشتري ١٠٠ غرام من ( القضامه ) يضعها في جيب شرواله الواسع ويتسلى بقضمها طوال الطريق وأثناء تجواله ويشرب فوقها الماء ، ( فتنفش ) في معدته ويشعر بعدها بالإمتلاء .. ولا يعود بحاجة الى فطور ولا حتى الى وجبة غداء !!
وقد اعتاد السائقون على إرداف سبعة ركاب في السيارة ، ثلاثة بجوار السائق وأربعة في المقعد الخلفي مخالفين بذلك لوائح وأنظمة السير التي تقضي بإرداف راكبين من الأمام وثلاثة من الخلف . وفي الطريق كان السائقون القادمون من مدينة حلب يشعلون الضوء للذاهبين للفت نظرهم إلى وجود دورية شرطة على ( مفرق الليرمون ) .
وعند وصول السيارة إلى موقع الدورية يطأطيء الراكب المخالف رأسه في حضن الراكب المجاور بطلب من السائق لكي لا يراه الشرطي ، لأن غرامة الراكب المخالف كانت ليرة سورية ، وكانت الليرة السورية يومها تعادل ريال سعودي ،
وكان رجال الشرطة آنذاك حازمون في تنفيذ المخالفات ، ليس عندهم يا امي ارحميني ولا يقبلون بالترضيات ، لا خود ولا هات !!
كان طريق حلب أعزاز في تلك الأيام ضيقاَ بالكاد يتسع لسيارتين ، فحين كان السائقون يسافرون في الليل إلى حلب ، يتبادلون إشعال الضوء الأمامي وإطفائه لكي يوفروا لبعضهم مجالا لرؤية الطريق تحاشيا للاصطدام .. وفي حال أشعل سائق أرعن الضوء العالي في وجه سائق آخر يغضب ويتناوله بموشح من الشتائم سماعي ثقيل من مقام السيكاه !!
وكانت السيارات تمر عبر شارع القوتلي لتستقر في الكراج في باب الفرج .

وفي عام 1967 وحين ازداد عدد السيارات في كراج الحاج غازي ، قام قسم من السائقين بالإنفصال وإنشاء كراج جديد يقع مكان صيدلية معروف أسموه ( كراج الاعتماد ) اشرف عليه كل من السائقين ( خالد أحمد علي ـ وأبو نعسو ) واطلق على الكراج القديم اسم ( الكراج الأهلي )
وكانت هناك ( كراجات ) صغيرة ، مثل كراج ( كفر جنّه - عفرين ) ويقع في نفس الكراج الغربي على حائط الحديقة العامة .
وكراج ( ايكده - كفر غان ) ويقع على رأس السوق الجنوبي . وكراج ( سجو - معبر باب السلامه ) قرب مطعم ( شاشو العريض ) كانت تستعمل في هذه الكراجات سيارات قديمة من موديلات ( شوفرليه ٥١ و ٥٢ ) وفورد قديم وغيرها .
رحم الله قدماء السائقين ، الموجودين منهم والراحلين ،
الذين ما زال يعتلج في قلوبنا إلى زمانهم شوقٌ وحنين .
بدر الدين تلجبيني