قصة مثل فسر الماء بعد الجهد بالماء

قصة مثل فسر الماء بعد الجهد بالماء:

“فسر الماء بعد الجهد بالماء” من الأمثال المشهورة التي تناقلتها الأجيال، ويعني أن يبذل المرء أقصى جهده فيما لا فائدة منه، أو يكون له نتائج مختلفة وجديدة، وتدور أحداث قصة هذا المثل في قديم الزمان، لما استدعى أحد الملوك واحدًا من العلماء كي يفسر له ما هو الماء، وأوعده أنه إذا فشل في التفسير، سيحدث له ما لا يحمد عقباه، وتفصيلًا قيل أن هذه المثل قد جاء في أحد العلماء، حينما استدعاه الملك، وسأله: أيها العالم، إني أريد منك تفسير شيء صغير جدًّا، فإن استطعت أعطيتك ما تريد، وإن لم تستطع قطعت رأسك.

أما العالِم الذي وقف حائرًا أمام تهديد ووعيد الملك، فقد قال له: سوف أبذل أقصى طاقتي وجهدي، وأحاول يا سيدي أن آتيك بالإجابة الشافية عن سؤالك يا مولاي، فقال الملك: أريدك أن تفسر لي الماء، أريد معرفة ما هو هذا الشراب الغريب؟ حينها قال له العالم: جواب سؤالك عندي يا سيدي، إن الماء هو… وبدأ العالم بشرح الماء ومكوناته، وتركيبته، وأخذ منه الشرح وقتًا طويلًا، وبعد كل هذا السرد المتواصل قال: يا مولاي، في النهاية أقول: الماء ما هو إلا وقف الملك مستغربًا متعجبًا، وقال: ما أغربك أيها الرجل! لقد “فسرت الماء بعد الجهد بالماء”! امضِ فلن أمنحك شيئًا، وكذلك لن أقوم بقطع رأسك، وبهذا مضى العالم بعد كل ذلك الجهد الذي بذله، وأما مكسبه الوحيد فقد كان أنه حافظ على حياته، ولما انتشر ما حدث على مسامع الناس، صارت جملة: “فسر الماء بعد الجهد بالماء”، مثلًا مشهورًا تناقلته الأجيال.

إذن يُضرب مثل ” فسر الماء بعد الجهد بالماء “، للكلام التافه الذي لامعنى له، وهناك قصة أخرى تُروى لهذا المثل وهي أنه كان هناك قوم يجلسون في واحة وسط الماء فأراد أحدهم أن يؤرخ ذلك شعرًا، فقال:

فكأننا والماء من حولنا

قوم جلوس ومن حولهم ماء

فضحك الحاضرون، وذلك أنه بذل جهدًا على شيء تافه، حينها قام ابن الذروي الشاعر و كان حاضرًا، وعلق على ذلك الشعر قائلًا:

أقام بجهد أيامًا قريحته

وفسر الماء بعد الجهد بالماء.

وأغلبنا يقول: وظل طوال الليل يفرك لحيته وفسر الماء بعد الجهد بالماء.

مشكورة