عن أخلاق أهل الشام و اخلاقهم أحدثكم بهذه القصة
1/9/2018, 8:08 pm
عن أخلاق أهل الشام قديما أحدثكم
قال الشيخ علي الطنطاوي :
قابلنا وزير العدل في القاهرة
وكان اسمه خشبة باشا وبعد السلام علينا
والسؤال عن احوالنا سألنا عن رجل من اهل الشام
اسمه الشيخ أبو الخير الفرا ... أي ( الفراء)
فخبرناه خبره وعجبنا من سؤاله عنه
ورأى العجب على وجوهنا من شدة اهتمامه وحرصه على معرفة اخباره
فقال : لاتعجبوا من سؤالي عنه
فله عندي دين لن انساه طوال حياتي :
كنت قد قدمت دمشق في فترة العشرينيات حيث نزلت فندقًا في المرجة
ثم جلت في البلد في اليوم التالي
وصعدت إلى المهاجرين على سفح قاسيون
ومن هناك رأيت دارًًا مفتوحة بابها وأمامها رجل يجلس على كرسيه
فأعجبني المكان ومنظر البلد
ومنظر الغوطة من حولها كان يبدو جميلا جدا
وسألت الرجل : أليس هذا بفندق أنزل فيه أيامًا؟
فقال : بلى ألا ترى الباب مفتوحاً
تفضل مرحبا بك
ودخلت فأعطاني غرفة ما ارتضيتها
فقلت أريد خيرا منها
فأعطاني غيرها فرضيتها
وسألت عن الطعام فقال:
اطلب كل يوم ما تريده !
قال الوزير : ونزلت عنده ووجدته فندقاً مريحاً والنزلاء قليلاً والخدمة جيدة
وكان يسألني كل عشيّة :
ماذا تريد أن تأكل غداً
ويعدّد لي الألوان الشامية فاختار منها ما أريد
وطاب لي المقام ولم يكن لي في مصر عملٌ يستعجلني فلبثتُ عنده خمسة وعشرين يوماً
أطلب فأجد .... وما وجدتُ تقصيراً ولا احتجتُ إلى شكوى
ثم قرّرتُ السفر ... فقلتُ له :
أنا مسافر غداً
قال : بالسلامة إن شاء الله
وإنْ كنّا نؤثر أن تطيل الإقامة عندنا
قلتُ : أتمنّى، ولكن آن أوان الرحيل
قال : كما تريد
قلتُ : أين قائمة الحساب ؟
فضحك وقال : الحساب يوم القيامة
ونسأل الله أن يجعله يسيراً
قلتُ : إنما أعني حساب الفندق
فضحك وقال : أي فندق ؟
أتراني من أصحاب الفنادق ؟
إنما هي داري وقد نزلتَ عليَّ ضيفاً كريماً
فهل تأخذون منِّي إنْ زُرتكم أجرة المبيت وثمن القرى ؟
فجرّبتُ معه كل وسيلة فما أفلحت
فدعوته أن يشرّفني بزيارته في مصر
فوعد
وبعثتُ إليه بهدية من مصر
فقبلها ورَدَّ عليَّ بهدية أغلى منها
وكتبتُ إليه مرات أطالبه البر بوعده وزيارتي
فمضت أربعون سنة وما جاء مصر
ولا رجعتُ أنا إلى الشام
هكذا كانت اخلاقهم وهكذا كانوا يسمونها بشام شريف نسأل الله ان يعيد لها اهلها ورجالها الذين صنعوا لها جمالها وبهاءها.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم!!
اللهم بارك لك بشامنا ويمننا وفرج عن الامة.
يومكم سعيد
قال الشيخ علي الطنطاوي :
قابلنا وزير العدل في القاهرة
وكان اسمه خشبة باشا وبعد السلام علينا
والسؤال عن احوالنا سألنا عن رجل من اهل الشام
اسمه الشيخ أبو الخير الفرا ... أي ( الفراء)
فخبرناه خبره وعجبنا من سؤاله عنه
ورأى العجب على وجوهنا من شدة اهتمامه وحرصه على معرفة اخباره
فقال : لاتعجبوا من سؤالي عنه
فله عندي دين لن انساه طوال حياتي :
كنت قد قدمت دمشق في فترة العشرينيات حيث نزلت فندقًا في المرجة
ثم جلت في البلد في اليوم التالي
وصعدت إلى المهاجرين على سفح قاسيون
ومن هناك رأيت دارًًا مفتوحة بابها وأمامها رجل يجلس على كرسيه
فأعجبني المكان ومنظر البلد
ومنظر الغوطة من حولها كان يبدو جميلا جدا
وسألت الرجل : أليس هذا بفندق أنزل فيه أيامًا؟
فقال : بلى ألا ترى الباب مفتوحاً
تفضل مرحبا بك
ودخلت فأعطاني غرفة ما ارتضيتها
فقلت أريد خيرا منها
فأعطاني غيرها فرضيتها
وسألت عن الطعام فقال:
اطلب كل يوم ما تريده !
قال الوزير : ونزلت عنده ووجدته فندقاً مريحاً والنزلاء قليلاً والخدمة جيدة
وكان يسألني كل عشيّة :
ماذا تريد أن تأكل غداً
ويعدّد لي الألوان الشامية فاختار منها ما أريد
وطاب لي المقام ولم يكن لي في مصر عملٌ يستعجلني فلبثتُ عنده خمسة وعشرين يوماً
أطلب فأجد .... وما وجدتُ تقصيراً ولا احتجتُ إلى شكوى
ثم قرّرتُ السفر ... فقلتُ له :
أنا مسافر غداً
قال : بالسلامة إن شاء الله
وإنْ كنّا نؤثر أن تطيل الإقامة عندنا
قلتُ : أتمنّى، ولكن آن أوان الرحيل
قال : كما تريد
قلتُ : أين قائمة الحساب ؟
فضحك وقال : الحساب يوم القيامة
ونسأل الله أن يجعله يسيراً
قلتُ : إنما أعني حساب الفندق
فضحك وقال : أي فندق ؟
أتراني من أصحاب الفنادق ؟
إنما هي داري وقد نزلتَ عليَّ ضيفاً كريماً
فهل تأخذون منِّي إنْ زُرتكم أجرة المبيت وثمن القرى ؟
فجرّبتُ معه كل وسيلة فما أفلحت
فدعوته أن يشرّفني بزيارته في مصر
فوعد
وبعثتُ إليه بهدية من مصر
فقبلها ورَدَّ عليَّ بهدية أغلى منها
وكتبتُ إليه مرات أطالبه البر بوعده وزيارتي
فمضت أربعون سنة وما جاء مصر
ولا رجعتُ أنا إلى الشام
هكذا كانت اخلاقهم وهكذا كانوا يسمونها بشام شريف نسأل الله ان يعيد لها اهلها ورجالها الذين صنعوا لها جمالها وبهاءها.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم!!
اللهم بارك لك بشامنا ويمننا وفرج عن الامة.
يومكم سعيد
.
السعيد لا يملك كل شيء ، ولكنه يسعد بكل شيء يملكه.
http://mo7it.byethost11.com/
- جوليا دومنااعضاء التميز
- رقم العضوية : 36
عدد المساهمات : 908
تاريــخ التســـجيل : 05/07/2017
البلد : سوريا . حمص
العمـل : طالبة
التقييم و الاعجاب : 3
رد: عن أخلاق أهل الشام و اخلاقهم أحدثكم بهذه القصة
2/9/2018, 2:13 pm
يا سبحان الله
كم تغير الزمن
مع العلم اننا و هم من نفس
الاجداد و النسل
كم تغير الزمن
مع العلم اننا و هم من نفس
الاجداد و النسل
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى