المنشد الكبير صبري مدلل .

قامة من قامات الإنشاد بحلب

ولد صبري مدلل في حلب عام 1918، في حي المشارقة.

كان والده يعمل في الزراعة والتجارة. تعلم في الكتاب وبرع في ترتيل القرآن الكريم، ومن هنا اكتسب قوة الصوت وجماله.

كان والده صديقا لعمر البطش ، الذي سمع الفتى فأعجب بصوته وقام بتدريسه أصول الغناء،

وكان يتقاضى عن كل درس مبلغ 50 قرشا وذلك عام 1930، وبعد دروس عدة أعفاه عمر البطش من الأجر كونه تلميذا متفردا في التلقي والحفظ.

عند افتتاح إذاعة حلب عام 1949 استدعاه أستاذه عمر البطش للعمل معه

وسجل فيها أغاني وأقام حفلات على الهواء مباشرة، ولسوء الحظ لم يحفظ منها أي أغنية. وأعطاه بكري الكردي ألحانا عدة، لحن «ابعتلي جواب» الذي أشهره ثم غناه بعده محمد خيري وصباح فخري.

و كان له نجاح آخر في لحن «يجي يوم ترجع تاني»،
و في عام 1954 ترك الإذاعة لخلاف مع إدارتها الجديدة واتجه للعمل الحر.

زاره المطرب المنشد ومبدع المدائح النبوية فؤاد خانطوماني في العام 1954، وعرض عليه تأسيس فرقة إنشاد ديني لمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم. واشترك معهم عمر النبهان وأحمد المدني.

في مطلع 1960 قدم صبري لحنا لفرقته بعنوان «صلاة الله ذي الكرم على المختار في القدم» فكان أول لحن منهجي لمدائح الرسول
وأدخل أدوات عدة لضبط الإيقاع كالدف والطبل. وطافت شهرته الوطن العربي وجدد الفرقة بأصوات شابة مثل عبد الرؤوف حلاق، عبد المهيمن قباني أبو الورد، حسن الحفار، محمد الصابوني وعمر الصابوني.

في عام 1974 وبعد عشرين سنة من تأسيسها الفرقة انطلقت نحو العالمية حين سمعها المستشرق الفرنسي السوري الأصل كريستيان بوخه فأثارت إعجابه بفنها وأصالتها ودعاها إلى باريس عام 1975، ويقول صبري عن الحفلة التي أقامها هناك أن كل من حضرها من العرب والمسلمين أبكاه بمدح الرسول.

في عام 1982 اختلف صبري مع صديقه وتلميذه حسن الحفار، فانفصلت العرى، وأسس حسن فرقته الخاصة ثم عاد صبري وأسس فرقة جديدة شاركت في حفلات في ألمانيا وفرنسا وهونغ كونغ ولبنان وتونس والمغرب .

شارك في «مهرجان الأيام الموسيقية العربية» في باريس مع صباح فخري ووديع الصافي والقارئ عبد الباسط عبد الصمد

يقول صبري: «بعدما سمع عبد الباسط صوتي في مدح الرسول، قال لي إذا كان صوتي معجزة في قراءة القرآن الكريم فإن صوتك هدية الله لعباده لتمدح مصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم».

عاش صبري في حي الجلوم في دار عربية ومات فيها. ومن غرائب الصدف انه لم يتعلم النوتة الموسيقية كتابة بل حفظها عن ظهر قلب مما يدل على موهبته الفريدة.

توفي في 19 آب/أغسطس 2006، في مدينة حلب عن عمر يناهز 88 عاما