لا تسألني لماذا تغير طعم التفاح و البطيخ بهذا الزمان
3/7/2019, 10:28 pm
.. سقى الله. أيام الزمن الجميل..
وتسألني يا صاحبي:
ـ لماذا تغيّر طعمُ التفاح والبطيخ) ؟!.
زمان كانت أسماؤنا أحلى
والنساء أكثر أنوثة وتواضعا..
ورائحة الطعام تتسرب من شبابيك البيوت..
وساعة 'الجوفيال' في يد الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة..
وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء ..
,, زمان ,, كانت أخبار الثامنة أقلّ دموية
والأحد الرياضي يا ما انتظرناه..
كانت غمزة 'سميرة توفيق' تحرج الأمهات وتعتبر أكثر مشاهد التلفزيون جرأة ..
وأجرة الباص الداخلي فرنك ونصف.. ويا سلام على باص الهوب هوب، والأجرة من الشام لحلب او اللاذقية أربع ليرات وربع، وفي تسعيرة مخفضة للطلاب والعساكر
والصحف تنشر فجرا أسماء الناجحين بالبكالوريا..
كان المزراب يخزّن ماء الشتاء في البراميل، أو جب البيت..
وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة..
والجارة تمدّ يدها فجرا من خلف الباب بكوب شاي ساخن لصاحب النظافة (الزبّال) فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار!… .
ولم نكن نعرف بعد أن هناك فاكهة تتطابق بالاسم مع منظف الأحذية' الكيوي'
وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من شروشه ونحمله في جيوبنا!!..
كانت 'القضامة المالحة!.. توصف علاجاً للمغص، .. والمغبرة للحموضة، والقضامة المكسرة تسليتنا..
والأولاد يُقبّلون يد الجار صباح العيد ..
وبوط الرياضة الصيني في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين….
والتلفزيون يفتح السادسة بعد الظهر، ويغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم!..
زمان.. كانت أقلام “البيك" الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الحب قبل اختراع الموبايلات..
وعندما كانت المكتبات تبيع أوتوغرافات ودفاتر خاصة للرسائل أوراقها مزينة بالورد ..
وكانت جوازات السفر تكتب بخط اليد، والسفر إلى جميع البلدان بالقطار والباص..
وقمصان 'النص كم' للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء…
كانت البيوت تكاد لا تخلو من فرن 'أبو ذان وأبو حجر' الحديدي، والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح.. حيث صبايا الجيران يجتمعن حول التنور.. وما أطيب الرغيف السخن…
والأغنام والماعز تدق بأجراسها أن بائع الحليب صار في الحي ..
كان مسلسل 'حمام الهنا' لدريد ونهاد يجمع الناس مساء وبعض النساء تشاهده متسترة خوفاً من ان تنكشف لرؤيتها من قبل التلفزيون والممثلين الرجال..
ومباريات 'محمد علي كلاي' تجمعهم في سهرات الثلاثاء..
وكان الناس يهنئون أو يعزّون بكيس سكّر أو رز 'قلم أحمر' وزن مائة كيلو غرام..
والأمهات يحممّن الأولاد في اللكن أو الطشت وفي عتبة البيت..
كان 'الانترنت' رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين ..
وتسألني يا صاحبي:
ـ لماذا تغيّر طعمُ التفاح والبطيخ) ؟!.
زمان كانت أسماؤنا أحلى
والنساء أكثر أنوثة وتواضعا..
ورائحة الطعام تتسرب من شبابيك البيوت..
وساعة 'الجوفيال' في يد الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة..
وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء ..
,, زمان ,, كانت أخبار الثامنة أقلّ دموية
والأحد الرياضي يا ما انتظرناه..
كانت غمزة 'سميرة توفيق' تحرج الأمهات وتعتبر أكثر مشاهد التلفزيون جرأة ..
وأجرة الباص الداخلي فرنك ونصف.. ويا سلام على باص الهوب هوب، والأجرة من الشام لحلب او اللاذقية أربع ليرات وربع، وفي تسعيرة مخفضة للطلاب والعساكر
والصحف تنشر فجرا أسماء الناجحين بالبكالوريا..
كان المزراب يخزّن ماء الشتاء في البراميل، أو جب البيت..
وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة..
والجارة تمدّ يدها فجرا من خلف الباب بكوب شاي ساخن لصاحب النظافة (الزبّال) فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار!… .
ولم نكن نعرف بعد أن هناك فاكهة تتطابق بالاسم مع منظف الأحذية' الكيوي'
وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من شروشه ونحمله في جيوبنا!!..
كانت 'القضامة المالحة!.. توصف علاجاً للمغص، .. والمغبرة للحموضة، والقضامة المكسرة تسليتنا..
والأولاد يُقبّلون يد الجار صباح العيد ..
وبوط الرياضة الصيني في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين….
والتلفزيون يفتح السادسة بعد الظهر، ويغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم!..
زمان.. كانت أقلام “البيك" الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الحب قبل اختراع الموبايلات..
وعندما كانت المكتبات تبيع أوتوغرافات ودفاتر خاصة للرسائل أوراقها مزينة بالورد ..
وكانت جوازات السفر تكتب بخط اليد، والسفر إلى جميع البلدان بالقطار والباص..
وقمصان 'النص كم' للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء…
كانت البيوت تكاد لا تخلو من فرن 'أبو ذان وأبو حجر' الحديدي، والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح.. حيث صبايا الجيران يجتمعن حول التنور.. وما أطيب الرغيف السخن…
والأغنام والماعز تدق بأجراسها أن بائع الحليب صار في الحي ..
كان مسلسل 'حمام الهنا' لدريد ونهاد يجمع الناس مساء وبعض النساء تشاهده متسترة خوفاً من ان تنكشف لرؤيتها من قبل التلفزيون والممثلين الرجال..
ومباريات 'محمد علي كلاي' تجمعهم في سهرات الثلاثاء..
وكان الناس يهنئون أو يعزّون بكيس سكّر أو رز 'قلم أحمر' وزن مائة كيلو غرام..
والأمهات يحممّن الأولاد في اللكن أو الطشت وفي عتبة البيت..
كان 'الانترنت' رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين ..
.
السعيد لا يملك كل شيء ، ولكنه يسعد بكل شيء يملكه.
http://mo7it.byethost11.com/
رد: لا تسألني لماذا تغير طعم التفاح و البطيخ بهذا الزمان
3/7/2019, 10:29 pm
ولو حدّثتَ أحدا يومها عن 'العدسات اللاصقة' لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم….
أما 'الماسنجر' فلو حملته للناس لصار لك أتباع
حين كان مذاق الأيام أشهى، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب ..
والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها….
كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة….
الموظفون ينامون قبل العاشرة، ويخافون الله، فلا يقبلون الرشوة..
والزوجة في يوم الجمعة تخبئ سودة الدجاجة وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله
وأول يوم العيد الجميع مدعوون ع الغداء في بيت الجد أو الأب وأخذ العيدية منه ومن غيره من الأقرباء…
حرارة الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين،, والثلج لم يكن يخلف موعده السنوي…
كانت الحياة أكثر فقراً وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائما خضراء….
ثم تسألني يا صاحبي:
ـ لماذا تغيّر طعمُ التفاح والبطيخ وغيرها؟!…
الله على ذاك الزمن البسيط البريء الخالي من الهرمونات ..
وهنيئا للذين عاشوه حتى ماتوا ولم يروا كل هذا الدمار النفسي الذي نعيشه ..
اللهم ارحمنا وأكرمنا بالسلام، وخلصنا من الحرب وأولاد الحرام ..
أما 'الماسنجر' فلو حملته للناس لصار لك أتباع
حين كان مذاق الأيام أشهى، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب ..
والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها….
كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة….
الموظفون ينامون قبل العاشرة، ويخافون الله، فلا يقبلون الرشوة..
والزوجة في يوم الجمعة تخبئ سودة الدجاجة وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله
وأول يوم العيد الجميع مدعوون ع الغداء في بيت الجد أو الأب وأخذ العيدية منه ومن غيره من الأقرباء…
حرارة الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين،, والثلج لم يكن يخلف موعده السنوي…
كانت الحياة أكثر فقراً وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائما خضراء….
ثم تسألني يا صاحبي:
ـ لماذا تغيّر طعمُ التفاح والبطيخ وغيرها؟!…
الله على ذاك الزمن البسيط البريء الخالي من الهرمونات ..
وهنيئا للذين عاشوه حتى ماتوا ولم يروا كل هذا الدمار النفسي الذي نعيشه ..
اللهم ارحمنا وأكرمنا بالسلام، وخلصنا من الحرب وأولاد الحرام ..
.
السعيد لا يملك كل شيء ، ولكنه يسعد بكل شيء يملكه.
http://mo7it.byethost11.com/
رد: لا تسألني لماذا تغير طعم التفاح و البطيخ بهذا الزمان
3/7/2019, 10:31 pm
رائحة الكولونيا التي كان يضعها والدي
بعد حلاقة ذقنه
ما زالت رائحتها بانفي و باحساسي
حتى هذه اللحظة
بعد حلاقة ذقنه
ما زالت رائحتها بانفي و باحساسي
حتى هذه اللحظة
.
السعيد لا يملك كل شيء ، ولكنه يسعد بكل شيء يملكه.
http://mo7it.byethost11.com/
- Queenعضو جديد
- رقم العضوية : 73
عدد المساهمات : 34
تاريــخ التســـجيل : 30/09/2018
البلد : الكرة الارضية
التقييم و الاعجاب : 0
رد: لا تسألني لماذا تغير طعم التفاح و البطيخ بهذا الزمان
4/7/2019, 4:45 am
رائعة جدا جدا
- جوليا دومنااعضاء التميز
- رقم العضوية : 36
عدد المساهمات : 908
تاريــخ التســـجيل : 05/07/2017
البلد : سوريا . حمص
العمـل : طالبة
التقييم و الاعجاب : 3
رد: لا تسألني لماذا تغير طعم التفاح و البطيخ بهذا الزمان
4/7/2019, 9:06 am
نعم هناك اشياء و اشياء كثيرة
افتقدناها بهذا الزمان
و كنا نسمع بها و لم نعاصرها
نعم حتى طعم البطيخ تغيير بشكل جذري
افتقدناها بهذا الزمان
و كنا نسمع بها و لم نعاصرها
نعم حتى طعم البطيخ تغيير بشكل جذري
- Shamعضو جديد
- رقم العضوية : 44
عدد المساهمات : 196
تاريــخ التســـجيل : 28/01/2018
التقييم و الاعجاب : 0
رد: لا تسألني لماذا تغير طعم التفاح و البطيخ بهذا الزمان
21/8/2019, 9:16 pm
مقال رائع جدا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى