حكاية حي قسطل حرامي
8/6/2020, 9:33 pm
حكاية حي قسطل حرامي
كنت ادرس الابتدائية في مدرسة أسامة بن زيد القديمة وتقع في صقاق مسدود وهي بالاصل بيت عربي كبير تحول إلى مدرسة ابتدائية
ساحة قسطل الحرامي ليست واسعة فيها مخفر جميل البناء مزين بقناطر وعلى يسار المخفر يرتاح جامع اثري في زاويته حنفية عمومية يشرب منها المارة
وفي وسط الساحة ينتصب بسط الكهرباء القديم كبناء نشاذ لاينتمي لهذا المكان
وتغطي الساحة دالية. عنب كبيرة تلقي بظلالها على الساحة
ويتدلى منها عناقيد العنب آخر الصيف
وكنت أرى قسطل الحرامي اقل تشددا من باقي حارات حلب
واكثر تسامحا ..فترى فيها المحجبة والسبور والشيخ والقسيس والعربي والكردي والاشوري والماردلي يعيشون جنبا إلى جنب يتسوقون منها ويشترون الخبز التنوري باخاء ومودة
أما لماذا سميت هذه الحارة بهذا الاسم الغريب؟
يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك لص شهير يدعى المشط عاث في أحياء حلب فساداً
وكان حريصا لايترك أثرا وراءه ..واحتار الدرك في أمر هذا اللص فارسلوا عيونهم في كل أحياء حلب بحثا عن هذا اللص..فلم يعرفوا عنه شيئا...وكانت زوجة المشط هي الوحيدة التي تعرف بأمره.. ومازال المشط يسرق ويسرق حتى مات ولم ينكشف أمره
وكان للمشط ولد شاب يدعى محمد ....تقي ورع تأدب على يد كبار مشايخ حلب فحفظ القران وبرع في الحديث وعاشر اهل التقوى
ولما مات المشط سأل محمد أمه :
_ماذا كانت صنعة ابي؟!
فقالت له أمه :
_ابوك مات ..فلم تسأل عن صنعته؟!
فقال لها :
_ان شيخي قال لنا : ليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل فيها وليتقي الله في صنعته
فقالت له وهي كارهة:
_اباك كان لصا ياولدي
فذهب محمد وسأل كيف يسرق اللصوص... فأعد عدة السرقة وصلى العشاء وانتظر حتى نام الناس وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال له الشيخ
وبدأ بدار جاره وهم أن يدخلها لكن تذكر أن الشيخ اوصاه بعدم إيذاء الجار
فترك جاره وذهب إلى دار أخرى..وقال في نفسه إن هذه دار ايتام والله حذر من اكل مال اليتيم..ومازال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني وليس فيه حرج والناس تعلم أن لديه أموال كثيرة تفيض عن حاجته...عالج الباب بمفاتيحه ..ودخل وبحث فوجد صندوقا فيه مال كثير وذهب وفضة وفيه دفاتر حسابات
فتح الدفاتر وقال :هذا التاجر لا يؤدي زكاة أمواله ...لنحسب الزكاة اولا ...ففتح الدفاتر وحسب الزكاة ثم نحى أموال الزكاة جانبا ..واستغرق في الحساب ساعات حتى كانت صلاة الفجر ...فقال تقوى الله تقضي بالصلاة اولا ..فخرج إلى فناء الدار وتوضأ من البركة. وأقام الصلاة ..سمع صاحب البيت إقامة الصلاة فخرج إلى الفناء :
_ويحك من انت ؟!..وماذا تفعل في داري؟!
فقال محمد:
_الحمد لله انك جئت فالإمامة لصاحب الدار ..صلي بنا اولا ثم نحكي بعد الصلاة
وبعد الصلاة حكى محمد للتاحر قصته ووبخه لأنه لم يدفع الزكاة لستة أعوام..فقال له التاجر مارأيك أن ازوجك ابنتي فإنني ابحث لها عن عريس تقي .
فتزوج محمد ابنة التاجر وشاركه في تجارته فأصاب مالا كثيرا وبنى قسطلين لشرب الماء الاول على اسم أبيه قسطل المشط والثاني على اسمه قسطل الحرامي
وهناك رواية أخرى بأن الحي اسمه قسطل الحرم
وليس قسطل الحرامي
وهي قسطل ماء تتزود منه القوافل الذاهبة الى الحرم الشريف لكن وجود المخفر بقرب القسطل حيث يتم سوق المطلوبية والحرامية جعل الأمور تختلط على الناس .
كنت ادرس الابتدائية في مدرسة أسامة بن زيد القديمة وتقع في صقاق مسدود وهي بالاصل بيت عربي كبير تحول إلى مدرسة ابتدائية
ساحة قسطل الحرامي ليست واسعة فيها مخفر جميل البناء مزين بقناطر وعلى يسار المخفر يرتاح جامع اثري في زاويته حنفية عمومية يشرب منها المارة
وفي وسط الساحة ينتصب بسط الكهرباء القديم كبناء نشاذ لاينتمي لهذا المكان
وتغطي الساحة دالية. عنب كبيرة تلقي بظلالها على الساحة
ويتدلى منها عناقيد العنب آخر الصيف
وكنت أرى قسطل الحرامي اقل تشددا من باقي حارات حلب
واكثر تسامحا ..فترى فيها المحجبة والسبور والشيخ والقسيس والعربي والكردي والاشوري والماردلي يعيشون جنبا إلى جنب يتسوقون منها ويشترون الخبز التنوري باخاء ومودة
أما لماذا سميت هذه الحارة بهذا الاسم الغريب؟
يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك لص شهير يدعى المشط عاث في أحياء حلب فساداً
وكان حريصا لايترك أثرا وراءه ..واحتار الدرك في أمر هذا اللص فارسلوا عيونهم في كل أحياء حلب بحثا عن هذا اللص..فلم يعرفوا عنه شيئا...وكانت زوجة المشط هي الوحيدة التي تعرف بأمره.. ومازال المشط يسرق ويسرق حتى مات ولم ينكشف أمره
وكان للمشط ولد شاب يدعى محمد ....تقي ورع تأدب على يد كبار مشايخ حلب فحفظ القران وبرع في الحديث وعاشر اهل التقوى
ولما مات المشط سأل محمد أمه :
_ماذا كانت صنعة ابي؟!
فقالت له أمه :
_ابوك مات ..فلم تسأل عن صنعته؟!
فقال لها :
_ان شيخي قال لنا : ليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل فيها وليتقي الله في صنعته
فقالت له وهي كارهة:
_اباك كان لصا ياولدي
فذهب محمد وسأل كيف يسرق اللصوص... فأعد عدة السرقة وصلى العشاء وانتظر حتى نام الناس وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال له الشيخ
وبدأ بدار جاره وهم أن يدخلها لكن تذكر أن الشيخ اوصاه بعدم إيذاء الجار
فترك جاره وذهب إلى دار أخرى..وقال في نفسه إن هذه دار ايتام والله حذر من اكل مال اليتيم..ومازال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني وليس فيه حرج والناس تعلم أن لديه أموال كثيرة تفيض عن حاجته...عالج الباب بمفاتيحه ..ودخل وبحث فوجد صندوقا فيه مال كثير وذهب وفضة وفيه دفاتر حسابات
فتح الدفاتر وقال :هذا التاجر لا يؤدي زكاة أمواله ...لنحسب الزكاة اولا ...ففتح الدفاتر وحسب الزكاة ثم نحى أموال الزكاة جانبا ..واستغرق في الحساب ساعات حتى كانت صلاة الفجر ...فقال تقوى الله تقضي بالصلاة اولا ..فخرج إلى فناء الدار وتوضأ من البركة. وأقام الصلاة ..سمع صاحب البيت إقامة الصلاة فخرج إلى الفناء :
_ويحك من انت ؟!..وماذا تفعل في داري؟!
فقال محمد:
_الحمد لله انك جئت فالإمامة لصاحب الدار ..صلي بنا اولا ثم نحكي بعد الصلاة
وبعد الصلاة حكى محمد للتاحر قصته ووبخه لأنه لم يدفع الزكاة لستة أعوام..فقال له التاجر مارأيك أن ازوجك ابنتي فإنني ابحث لها عن عريس تقي .
فتزوج محمد ابنة التاجر وشاركه في تجارته فأصاب مالا كثيرا وبنى قسطلين لشرب الماء الاول على اسم أبيه قسطل المشط والثاني على اسمه قسطل الحرامي
وهناك رواية أخرى بأن الحي اسمه قسطل الحرم
وليس قسطل الحرامي
وهي قسطل ماء تتزود منه القوافل الذاهبة الى الحرم الشريف لكن وجود المخفر بقرب القسطل حيث يتم سوق المطلوبية والحرامية جعل الأمور تختلط على الناس .
.
السعيد لا يملك كل شيء ، ولكنه يسعد بكل شيء يملكه.
http://mo7it.byethost11.com/
- ابو مجدعضو جديد
- رقم العضوية : 85
عدد المساهمات : 147
تاريــخ التســـجيل : 08/10/2018
البلد : Syria
العمـل : عمل حر
التقييم و الاعجاب : 0
رد: حكاية حي قسطل حرامي
10/6/2020, 7:46 pm
مشكور ادمن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى