الاحساس المتكرر للزلازل بعد حدوث الهزات الارضية

الإحساس المتكرر للزلازل
لماذا لدى كثير من الناس الإحساس المتواصل بحدوث الهزات الأرضية؟

ترجّح المراجع ويعتقد العلماء والأطباء المحللون أنّ الإحساس المتواصل بالإرتجاج المتكرر للأرض له سبب من إثنين:
إمّا فهو نتاج توتّر عالي بجهاز التوازن
أو بسبب ما يطلقون عليه تسمية فوبيا حدوث الزلزال!

كإختصاصي بأمراض وجراحة الجهاز العصبي لدي رأي مغاير للنظريّتين، خصوصاً لاقتناعي جلّ الإقتناع بتقدّم الإنسان عن باقي المخلوقات.

فصحيح هو أننا لا نملك بصر العُقاب ولا سمع الذئاب ولا حاسة شمّ الدببة ولا نتمتّع بنظام سونار الدلافين والخفافيش ولكننا كبشر نحن متقدمين على كل الصّعد في آنٍ واحد كافي لإبهار كل المخلوقات الأخرى وضمنها أقراننا البشر في كثير من الأحيان…

إنّه ذكاء الجسد الفطري الرائع، عبقرية للفيزيولوجيا تتألّق كلّما حاول المتعجرف التمرّس بعيداً عن نظريات العلم؛ فالبشر متقدّم ولا أدنى شكّ بذلك، زُوِّد بما يحتاج ليناضل باقياً على قيد الحياة…

يتمتّع الجهاز العصبي البشري بنظام تحسسي ذاتي خارق PROPRIOCEPTION يستلم في كل ثانية إحداثيات عن تموقع الأطراف الأربعة على طولها، كما وعن الشدّ العضلي لها وللجذع TRUNCAL MUSCLE TONICITY؛ وجذع الإنسان يبدأ من أعلى القفص الصدري إلى أسفل الحوض.

ترسل اللاقطات الإحساسية إشارات عبر شبكة من العصابين المتخصصة y-range fibers
تستقبل معلومات تموضعية من المغازل العضلية، والتي هي بالتالي تشكّل أجساماً مستقبلة بداخل العضلات
intrafusal muscular spindles تكشف التغيرات من اشتداد وطول للألياف العضلية! وبطريقة شبيهة يتلقّى الدماغ معلومات من الأوتار والأربطة و المفاصل!

بعد صدمة أوّل هزّة أرضية، يُفعّل نظام الإنذار الجسدي بطريقة لاإرادية ويكون هذا النظام أقوى في إيجاباته المتواصلة للتغيّرات التموضعية الذاتية لدى أناس أكثر من غيرهم بحسب ذاكرة الجسم المخزّنة، بفضل تجارب سابقة و بفضل معلومات جينيّة منقولة وراثياً.

إن الخالق قد أوجد في داخلنا أنظمة مدهشة، تُنذرنا للخلاص بحياتنا، والنجاة بالحياة من حكم الله.